أفادت تقارير بأن القوات الحكومية ا ستعادت السيطرة على مدينة سان مارك الساحلية ذات الاهمية الاستراتيجية أمس الاول من خصوم الرئيس الهايتي جان بيرتراند أريسيتيد. وذكر راديو ميتروبول أن القوات الحكومية استعادت أيضا مدينة جراند جوف على بعد 60 كيلومترا جنوب غرب بورت أو برينس، كما ذكرت إذاعة/بي بي سي/ أن المتمردين الذين مازالوا يهاجمون مراكز الشرطة في البلاد مازالوا يسيطرون على مدن أخرى في الدولة الجزيرة الواقعة في منطقة البحر الكاريبي. وأضافت الاذاعة أن مباني حكومية باتت أطلالا فيما بدأ الناس في الهروب من بعض المناطق التماسا لمكان أكثر أمنا. وأشار راديو ميتروبول إلى أن رئيس الوزراء الهايتي يفون نيبتون توجه إلى سان مارك على بعد 100 كيلومتر شمال بورت أو برينس بطائرة هليكوبتر في زيارة قصيرة. ونقل الراديو عن شهود عيان أنه سمع إطلاق نار بصورة مكثفة في مدينة سان مارك في وقت سابق من يوم أمس الاول بينما حاولت قوات الشرطة استعادة السيطرة على مركز للشرطة. وقد فرت قوات الشرطة في سان مارك من مقرها دون أن تخوض قتالا عندما قام معارضو أريسيتيد باقتحام المقر، غير أن القوات الحكومية أرغمت على الانسحاب إلى المدخل الجنوبي للمدينة أمام إطلاق النار من جانب المتمردين. ويذكر أن اشتباكات أمس الاول اندلعت عقب يومين داميين قتل خلالهما 15 شخصا في مصادمات بين المعارضة والحكومة في عدة مدن بينها جراند جوف وجونيفز. وفي واشنطن أدانت الحكومة الامريكية موجة العنف الاخيرة وألقت باللائمة على قطاع طرق يعملون باسم الحكومة الهايتية والمعارضة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ريتشارد باوتشر "يتعين على الجميع التحلي بضبط النفس وتهدئة الموقف ومحاولة المضي على طريق سياسي، مشيرا الىان مشكلات هايتي لن تحل أبدا بالعنف والتخريب، لذا لا يمكن لهايتي أن تجد حلا لمشكلاتها إلا من خلال الحوار والتفاوض والتفاهم". وفي نيويورك قال متحدث باسم الاممالمتحدة إن المنظمة الدولية تتابع الموقف في هايتي عن كثب وستزيد من دورها في تلك البلاد قريبا. وأضاف المتحدث فريد إيكهارد أن الاممالمتحدة على اتصال بمنظمة الدول الامريكية ومجموعة الكاريبي بشأن الوضع في هايتي، وتابع قائلا "سنزيد من دورنا قريبا". وتطالب المعارضة في هايتي منذ شهور باستقالة الرئيس أريستيد الذي تتهمه بالفساد وسوء استغلال السلطة. من جانبه وفي مقابلة مع شبكة الأخبار الأمريكية سي إن إن اتهم أريستيد المجتمع الدولي بالاسهام في تصاعد الاضطرابات والمساعدة في زيادة الفقر بعرقلة تقديم مساعدات لهايتي. يشار الى ان العنف في هايتي اوقع 41 قتيلا منذ بدء العصيان المسلح يوم الخميس الماضي في هايتي وخصوصا في شمال البلاد، كما تفيد حصيلة اعدت بالاستناد الى المعلومات المتوافرة لدى الصحافيين المحليين والسكان والمستشفيات. فقد اخلت الشرطة عشر مفوضيات بالاجمال يوم الاثنين ابرزها في غوناييف (200 الف نسمة، رابع مدينة في هايتي). وسقط القتلى خلال معارك بين متمردين يطالبون باستقالة الرئيس والشرطة،او خلال اعمال ثأر ضد انصار مفترضين للسلطة او المعارضة، ففي غوناييف، قتل خمسة من عناصر شرطة مكافحة الشغب، وقضى احدهم انتحارا حتى لا يقع اسيرا خلال هجوم شن على المفوضية الوسطى. وقتل اربعة من السكان في تبادل لاطلاق النار ومتمردان، اي ما مجموعه 11 قتيلا كما يقول الصليب الاحمر. وذكرت وسائل الاعلام المحلية ان سبعة من عناصر الشرطة قتلوا وكذلك اثنان من انصار المتمردين خلال محاولة فاشلة للشرطة يوم السبت الماضي لاستعادة السيطرة على المدينة، اي ما مجموعه 9 قتلى. واكد المتمردون، ان السكان اتهموا ستة اشخاص بأنهم من انصار الشرطة وانهالوا عليهم بالضرب حتى الموت واحرقوا جثثهم خلال نهاية الاسبوع في قرية بادو مارشان الصغيرة القريبة من غوناييف. ونقلت اذاعة كيسكيا عن احد المتمردين قوله ان ست جثث متحللة كانت ملقاة بالقرب من انقاض احدى المفوضيات. وفي سان مارك، قتل احد السكان ومتمرد يوم السبت خلال مواجهات لدى تعرض المفوضية لهجوم، كما ذكرت وسائل الاعلام المحلية. واصيب اثنان من المتمردين بجروح وقتل آخر الاثنين. واوضحت الاذاعات، ان انصارا مفترضين للحزب الحاكم قتلوا يوم الاحد في مدينة الشمس اهم الاحياء المحرومة في بورت او برانس ستة من الانصار المفترضين للمعارضة.