في حين صبت اسرائيل جام غضبها على استطلاع للرأي اجرته المفوضية الاوروبية كشف ان اغلبية مواطني الاتحاد الاوروبي يعتبرون الدولة اليهودية اشد خطر يهدد سلام العالم. اتخذت تل ابيب خطوة غير معتادة بطرح أول مشروع قرار اسرائيلي بالجمعية العامة للامم المتحدة في تحد لمندوبي الدول الاعضاء لادانة من تزعم انهم يقتلون أطفال اسرائيل. وصبت اسرائيل جام غضبها على استطلاع للرأي اجرته المفوضية الاوروبية كشف ان اغلبية مواطني الاتحاد الاوروبي يعتبرون الدولة اليهودية اشد خطر يهدد سلام العالم اكثر حتى من دول مثل ايران والعراق وكوريا الشمالية. وقال رومانو برودي رئيس المفوضية الاوروبية الذي يزور نيويورك انه شعر بالقلق من النتائج واعترف بانها ربما تشير الى مشاعر اكثر عمقا بمعاداة السامية في اوروبا. وقالت اسرائيل ان المسح الذي اظهر ان 59 في المئة ممن شملهم الاستطلاع يرون اسرائيل بمثابة تهديد كشف عن اجندة سرية لاولئك الذين وضعوا الاسئلة وهي المفوضية التابعة للاتحاد الاوروبي. وحاول متحدث باسم الاتحاد الاوروبي التقليل من شأن الاستطلاع فيما ركزت اسرائيل وانصارها نيرانهم على الجهة المنظمة بدلا من فحوى الرسالة التي تنطوي عليها النتائج. وقالت البعثة الاسرائيلية لدى الاتحاد الاوروبي في بيان "لقد وضعوا الدولة اليهودية ادنى من الدول المنبوذة والمنظمات الارهابية". وتابعت "اننا لا نشعر بالحزن فحسب بل بالغضب. ليس من المواطنين الاوروبيين بل من اولئك المسؤولين عن تشكيل الرأي العام". واضاف البيان ان الاستطلاع يعكس تأثير التغطية الاعلامية المحرفة للصراع في الشرق الاوسط وانه يعمل على "تعزيز اجندة سرية لاولئك الذين وضعوا الاسئلة بطريقة تخدم اغراضهم السياسية". وفي احدث مسح استطلعت اراء 500 شخص في كل واحدة من دول الاتحاد الاوروبي بشان ما اذا كانوا يعتبرون 14 دولة مدرجة في قائمة كخطر يتهدد السلام العالمي. واظهر المسح ان 59 في المئة ممن شملهم الاستطلاع يرون اسرائيل بمثابة تهديد. وجاء بعد اسرائيل مباشرة الولاياتالمتحدةوايران وكوريا الشمالية التي اعتبر 53 في المئة ان كلا منها خطرا يهدد السلام العالمي. وقال ناتان شارانسكي الوزير الاسرائيلي لشؤون الشتات والقدس ان الاستطلاع يظهر"ان ما وراء الانتقاد السياسي لاسرائيل ليس سوى معاداة خالصة للسامية". وقال سيلفان شالوم وزير الخارجية الاسرائيلي ان الاستطلاع "اجري بطريقة غير مسؤولة ويشوه الواقع". الا انه رفض اعتبار انه يعكس مشاعر معاداة السامية بين الاوروبيين. من جانب اخر, اتخذت اسرائيل خطوة غير معتادة بطرح أول مشروع قرار اسرائيلي بالجمعية العامة للامم المتحدة في تحد لمندوبي الدول الاعضاء لادانة من تزعم انهم يقتلون أطفال اسرائيل. ويدعو مشروع القرار المطروح أمام لجنة الشؤون الانسانية الاجتماعية والثقافية بالجمعية العامة لحماية الاطفال من العنف الفلسطيني وهو يشبه مشروع قرار مصري ينتقد الاثار المترتبة على الاجراءات العسكرية الاسرائيلية على الاطفال الفلسطينيين. وقال ارييل ميلو مدير الاتصالات لبعثة اسرائيل بالاممالمتحدة أمس "ما من سبب يدعو لاستثناء أي مجموعة من الاطفال... لكن عندما يريد الفلسطينيون أن يجعلوا عمل الاممالمتحدة عبثا فلن نقف ساكنين". وستفضل اسرائيل عدم تبني قرار لكن ميلو قال انه في حالة التصديق على مشروع القرار المصري الذي تم تبنيه لاول مرة العام الماضي وطرح مجددا هذا العام فانه ينبغي التصديق أيضا على مشروع قرار اسرائيلي مضاد. وعلاقات اسرائيل بالاممالمتحدة تتسم بالعداء منذ حرب 1967 اذ اتخذت الجمعية العامة أكثر من 20 قرارا تنتقد اسرائيل سنويا. وتتجاهل اسرائيل معظم هذه القرارات قائلة ان الاعمال العربية ضدها اما تنحى جانبا أو تقابل بالادانة بعبارات عامة.