تعهدت ايران بلزوم شفافية تامة حول نشاطاتها النووية واكدت ان الاسلحة النووية لا مكان لها في عقيدة الدفاع الايرانية، في بيان ختامي صدر أمس الثلاثاء بعد مفاوضات مع وزراء الخارجية الالماني والفرنسي والبريطاني، وأعلنت وقف تخصيب اليورانيوم، طوعا، كما اعلنت أنها ستوقع قريبا مع روسيا اتفاقا تتعهد بموجبه بتسليمها الوقود النووي المستخدم في محطة بوشهر بناء على مطلب موسكو. كما وافقت ايران على اعطاء وزراء خارجية المانيا وفرنسا وبريطانيا ضمانات تثبت الطبيعة المدنية البحتة لنشاطاتها النووية كما طالبت الاسرة الدولية منذ اشهر. وجاء في البيان ان الحكومة قررت التعهد بالتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتلبية كل المطالب وحل كل المشاكل العالقة في نظر الوكالة، بشفافية كاملة وتوضيح كل النواقص الممكنة ومعالجتها. واضاف ان السلطات الايرانية جددت التأكيد على ان الاسلحة النووية لا مكان لها في عقيدة الدفاع الايرانية وان برنامجها ونشاطاتها النووية تندرج في اطار سلمي فقط. واوضح بعد حصولها على التوضيحات الضرورية، قررت الحكومة الايرانية توقيع البروتوكول الاضافي وبدء اجراءات المصادقة عليه. وختم يقول ان ايران قررت تعليق كل نشاطات تخصيب اليورانيوم طوعا. وصرح حسن روحاني المكلف بالملف النووي الايراني للصحافيين ان ايران تحتفظ بحق استئناف عملية تخصيب اليورانيوم التي تعهدت بوقفها، اذا اعتبرت ذلك ضروريا. وقال روحاني متوجها للصحافيين في طهران سنعلق نشاطاتنا للوقت الذي نراه ضروريا وسنستأنفها اذا ما اعتبرنا ذلك ضروريا .. قد يجري ذلك بعد يوم او بعد سنة او اكثر، القرار يعود لنا وهو يتوقف على مصالحنا. وفي فيينا اعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي امس الثلاثاء في فيينا ان الوكالة تنتظر من ايران اعلانا تاما عن نشاطاتها السالفة واخطارا رسميا بتعهدها توقيع البروتوكول الاضافي. واضاف البرادعي في بيان نشر في مقر الوكالة الدولية في فيينا ان المعلومات التي وردتنا أمس من طهران علامة مشجعة لجهة توضيح جميع اوجه البرنامج النووي الايراني وتنظيم نشاطاتها المستقبلية عبر المراقبة. ووافقت طهران خطيا على قبول مطالب الوكالة الدولية والاسرة الدولية بشكل عام قبل 10 ايام من انتهاء المهلة المحددة لها. في هذه الأثناء أعلن مسؤول ايراني في تصريح نقلته وكالة الانباء الايرانية ان ايران ستوقع قريبا مع روسيا اتفاقا تتعهد بموجبه بتسليمها الوقود النووي المستخدم في محطة بوشهر بناء على مطلب موسكو. وقال ممثل ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي ان ايران ستوقع قريبا مع روسيا الاتفاق المتعلق باعادة النفايات النووية من بوشهر، اول مفاعل نووي ايراني بناه الروس في الجنوب. وقال صالحي ان الروس سيسلموننا قريبا الوقود النووي طبقا للاتفاق الذي سنوقعه. وعلقت واشنطن على الخطوة الايرانية بالقول إنها تريد أن تترجم طهران أقوالها الى أفعال، حسبما نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول أمريكي لم تذكر اسمه. وقال ان الاقوال شيء والافعال شيء آخر. فلننتظر لنرى ماذا سيفعلون؟. واضاف ان التصريحات لو طبقت يمكنها ان تكون ايجابية. لكن تطبيقها هو المهم. وتحدث الوزراء الاوروبيون الثلاثة يوشكا فيشر ودومينيك دو فيلبان وجاك سترو عن يوم مهم لمكافحة الانتشار النووي والاستقرار في المنطقة والعلاقات بين ايران والاتحاد الاوروبي، خلال تواجدهم في طهران. وقال دو فيلبان بعد ثلاث ساعات من المحادثات في قصر سعد اباد السابق مع حسن روحاني المكلف ادارة الازمة وجدنا اليوم حلا للمشاكل العالقة، اي ان ايران ستوقع البروتوكول الاضافي وتتعاون تعاونا تاما مع الوكالة الدولية وتعلق عمليات تخصيب اليورانيوم واعادة معالجته. وزار الوزراء الاوروبيون طهران اساسا لانتزاع تعهد ايراني بتوقيع البروتوكول الاضافي واكدوا انهم لن يلبوا دعوة ايران، القلقة من تهديد عزلها دوليا، اذا لم يحصلوا على ضمانات بالحصول على تعهدات ثابتة. ومنذ اشهر تمارس ضغوط على ايران لحملها على توقيع البروتوكول الاضافي والسماح للوكالة الدولية بزيارة اي منشآت بشكل مباغت. لكن الوزراء الاوروبيين كانوا يتوقعون من ايران ضمانات بانها ستزود الوكالة الدولية بالمعلومات التي تطالب بها حول نشاطاتها الدولية الماضية والحالية. وامهلت الوكالة ايران حتى 31 من الجاري للقيام بذلك والا واجهت طهران احتمال احالة القضية الى مجلس الامن الدولي الذي قد يفرض عليها عقوبات دولية. وبعد ان ادركوا ان ايران قد تكون قريبة من انتاج الوقود النووي لاغراض عسكرية انطلاقا من استخداماتها المدنية، زار الوزراء الاوروبيون ايران لاقناع محاوريهم بوقف تخصيب اليورانيوم.