طهران، موسكو، أنقرة - «الحياة»، أ ب، ا ف ب - اعتبر التقرير الأخير للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي قبل ايام من تنحيه عن منصبه آخر الشهر الجاري، ان اعلان ايران المتأخر عن بنائها منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم في فردو قرب مدينة قم، يثير القلق من احتمال وجود مواقع ايرانية سرية أخرى، داعياً طهران الى تقديم «مزيد من التوضيحات» حول طبيعة الموقع وهدفه. في الوقت ذاته، اعتبر البرادعي أن أي تقدم لم يتحقق منذ تقريره الأخير قبل شهرين، لإيضاح أي من المسائل العالقة المتصلة بتطبيق الضمانات مع سورية. وزاد أن دمشق لم تقدم التعاون اللازم لتمكين الوكالة من تحديد مصدر جسيمات اليورانيوم الطبيعي البشري المنشأ التي عُثر عليها في العينات المأخوذة من موقع دير الزور الذي يشتبه في انه كان منشأة نووية قيد الإنشاء، ودمره الطيران الإسرائيلي قبل سنتين. وحض البرادعي دمشق على التعاون مع الوكالة في نشاطاتها المتصلة بالتحقيق. واشار تقرير البرادعي الى أدلة على ان منشأة فردو بدأ بناؤها العام 2002 وتوقف العام 2004 ثم استؤنف العام 2006. ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن مسؤول بارز اطلع على تقرير الوكالة الذرية، قوله ان الوكالة تعتقد ان ايران تخطط لبدء تخصيب اليورانيوم في منشأة فردو العام 2011. واضاف ان الوكالة تعتقد ايضاً ان المنشأة قادرة على استيعاب 3 آلاف جهاز طرد مركزي للتخصيب، تتيح لطهران انتاج وقود يكفي لصنع سلاح نووي واحد سنوياً. ونقلت الوكالة عن ديبلوماسي غربي قوله ان المنشأة أصغر من ان تضم برنامجاً نووياً مدنياً، وكبيرة بما يكفي لتخدم اهدافاً عسكرية. (راجع ص 7) واشار التقرير الذي سيناقشه مجلس محافظي الوكالة الاسبوع المقبل، الى ان ايران منحت مفتشي الوكالة مطلق الحرية لدخول المنشأة التي اعتبر أن «تأخر طهران في تقديم المعلومات المرتبطة بها الى الوكالة، لا يسهم في بناء الثقة معها»، مضيفاً أن «المعلومات التي حصلت عليها من إيران، متطابقة مع ما تمت معاينته في الموقع»، لكنها «تتطلب مزيداً من التوضيحات» حول طبيعة الموقع وهدفه. واكد التقرير ان اعلان ايران المتأخر عن المنشأة، يثير القلق من احتمال وجود مواقع سرية اخرى. وأفاد التقرير وهو الاخير للبرادعي قبل انتهاء ولايته وتولي الياباني يوكيو امانو المنصب بدلاً منه، ان ثمة 8600 جهاز طرد مركزي في منشأة ناتاتز للتخصيب، لكن نحو 4 آلاف منها فقط قيد التشغيل، أي اقل ب600 جهاز من ايلول (سبتمبر) الماضي. واشار الى ان انتاج اليورانيوم المخصب ثابت منذ حزيران (يونيو) الماضي، ويبلغ نحو مئة كيلوغرام شهرياً. ولفت التقرير الى ان منشأة ناتانز انتجت نحو 1800 كلغ من اليورانيوم المخصب. واكتشف مفتشو الوكالة الذرية ان عدد اجهزة التخصيب في ناتانز تراجع 650 وحدة، ليبلغ 3936. لكن العدد الاجمالي لأجهزة الطرد المركبة يبلغ 8692. وخلص البرادعي إلى ان حسم ما إذا كان البرنامج النووي الإيراني ذا أبعاد عسكرية، لن يكون ممكناً ما لم «تنفذ البروتوكول الإضافي». مضيفاً انه «من دون إجراء حوار مستفيض وتوضيح القضايا العالقة على النحو الذي تطلبه الوكالة، لن تكون قادرة على تقديم تأكيدات ذات صدقية حول عدم وجود نشاطات نووية غير معلنة في إيران». جاء ذلك في وقت حذر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد من ان وصول المفاوضات النووية الى مأزق، لن يؤدي سوى إلى الإضرار ب»مصالح الغرب، لأن معارضته ستجعل إيران اكثر قوة وتطوراً». واشار نجاد الى ان تركيا التي ابدت استعدادها لتخزين اليورانيوم الإيراني على اراضيها، يمكن ان تؤدي دوراً «ايجابياً وبناءً». في غضون ذلك، وجهت موسكو ضربة جديدة الى آمال طهران بتشغيل مفاعل «بوشهر» النووي قريباً، بعد تأخير سنوات، اذ اعلن وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو ان المفاعل الذي يبنيه خبراء روس جنوبايران، «لن يبدأ العمل بحلول نهاية» العام 2009 كما كان مقرراً، عازياً الامر الى اسباب تقنية وليس سياسية. ووصف علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى اعلان شماتكو بأنه «متسرّع ويثير الاستغراب».