دخلت الحملة العسكرية التى تشنها القوات الحكومية الاندونيسية ضد مقاتلى الاقليم اسبوعها الثانى امس ويتوقع المحللون ان تستمر العمليات العسكرية ما بين ثلاثة الى اربعة اشهر. وكانت الحكومة الاندونيسية قد اعلنت انها خصصت 202 مليون دولار من ميزانية الدولة لعام 2003 لتمويل الحملة العسكرية فى اقليم اتشيه. وهزت امس سلسلة من الانفجارات بلدة لوكسيوماوي شمال اقليم اتشيه بينما تواصل ارتفاع حصيلة القتلى في اليوم السابع من العمليات الضخمة التي تقوم بها القوات الحكومية لمطاردة المتمردين الانفصاليين في الاقليم المضطرب. وقالت الشرطة وشهود عيان ان خمسة أشخاص قتلوا في انحاء اتشيه حتى ظهر امس الاحد بالتوقيت المحلي . وافاد شهود عيان ان ثلاثة انفجارات سمعت في سوق السمك في البلدة مما تسبب في انتشار الذعر بين الباعة والسكان. وقال البريغادير جنرال بامبانغ دارمونو نائب رئيس العمليات العسكرية في اتشيه للصحافيين في وقت لاحق ان الانفجارات الثلاثة سببها قنابل القتها طائرات سلاح الجو. وفي اول رد فعل خارجي استنكرت الولاياتالمتحدةالامريكية التي تربطها برئيسة اندونيسيا علاقة خاصة على استحياء العمليات العسكرية وقالت وزارة الخارجية الامريكية امس ان استخدام الحكومة الاندونيسية للقوة العسكرية للقضاء على المتمردين الانفصاليين فى اقليم اتشيه لن يؤدى الى حل الازمة. كما حذر وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر امس الاحد من أن أستراليا ربما تواجه منطقة غير مستقرة إذا ما حصل إقليم اتشيه الاندونيسي على استقلاله. كما استبعد داونر تدخل أستراليا بأية وسيلة للتحقق من ادعاءات بأن الجيش الاندونيسي قد قتل مدنيين غير مسلحين في الاقليم المتمرد. وقال داونر ان أستراليا لا ترى شيئا سوى الخطر في تجزئة إندونيسيا. وصرح داونر لراديو ايه.بي.سي الاسترالي قائلا: خوفي أنه إذا ما بدأت إندونيسيا كدولة في الانقسام تدريجيا، وإذا ما بدأت عملية التخلي عن الحدود الاستعمارية وفكرة تحول جزر الهندالشرقية الهولندية إلى جمهورية إندونيسيا، فإن هذا سيولد سلسلة من ردود الفعل". وأضاف: "أعتقد أن هذا سيوجد وضعا أمنيا كارثيا في جنوب شرق آسيا وسيضع أناسا في مواجهة أناس آخرين في المنطقة وربما تكون لهذا مضاعفات دولية مباشرة". وقال داونر ان سفير أستراليا في إندونيسيا ديفيد ريتش بحث مسألة اتشيه مع وزراء اندونيسيين يوم الجمعة. وثمة تأكيدات بأن جاكرتا تركت الباب مفتوحا أمام المفاوضات مع حركة اتشيه الانفصالية. وخلص داونر إلى القول إن القرار الان في يد حركة اتشيه بأن تتوجه إلى الاندونيسيين وتقول انها ستتخلى عن أسلحتها وتعود إلى مائدة التفاوض والاندونيسيون سيقبلون هذا. وكان الجيش الاندونيسى قد بدأ يوم الاثنين الماضى عملياته العسكرية ضد المتمردين الانفصاليين فى الاقليم الواقع فى اقصى غرب البلاد بعد ساعات فقط من اعلان الرئيسة ميجاواتى سوكارنو بوترى فرض الاحكام العرفية فى اتشيه ويقاتل متمردو حركة اتشيه الحرة من اجل اقامة دولة اسلامية مستقلة في الاقليم منذ عام 1976.