القنص بالصقور هواية قديمة مارسها العرب منذ مئات السنين ، ومع تطور الشعوب ودخول الحضارات استمرت هذه الهواية ولا زالت تمارس حتى الآن بل ساهمت التقنيات الحديثة المختلفة في استخدامها أثناء القنص كأجهزة الملاحة والهواتف اللاسلكية. ولحب الكثير لهذه الهواية وحبهم للصقر نظمت الكثير من القصائد كما وصف بقوته وجرأته فحول الرجال في قصائد المدح وشبهت به الجميلات من النساء بلونه وجمال عينيه في قصائد الغزل وفتحت العديد من القنوات المختصة بالصقور والقنص وأعد الكثير من البرامج حوله ،كما ازدهرت تجارة الصقور وأصبح لها العديد من الأسواق والمزادات الخاصة بها نظرا لشغف الكثير بحبها ووصل البعض منها لأسعار خيالية باهظة، حيث تعتمد أسعارها بشكل رئيسي على مواصفات الصقر من حيث النوع واللون والحجم وأشهر الأنواع الحر والشاهين. كما استمرت هذه الهواية وأصبح لها الكثير من المحبين والمتلهفين لموسم حلوله فما أن يحن موعده وهي فترة عبور الطيور المهاجرة فوق الجزيرة العربية خصوصا طيور الحباري والكراوين مع بداية دخول الوسم وحتى نهاية فصل الربيع إلا وتجد القناصة قد أكملوا جميع استعداداتهم و أعدوا العدة استعدادا للقنص ويسبق تلك الفترة عمليات فحص الطير والتأكد من سلامته وعدم تعرضه للأمراض أثناء ربطه أو شبكه من خلال عرضه على الطبيب المختص أو من خلال وزنه ، وقبل أن تبدأ عملية الصيد بالصقر ، يتم إخضاعه إلى عمليات الترويض من قبل الصقار لمدة أسبوع لتهدئته وجعله يألفه ثم القيام بتجهيزه وتدريبه للصيد وهو ما يسمى «نقلة الطير أو شلة الطير» وتتم بطريقة الصيحات القوية، حيث يلقب الصقر باسم يعرفه وعند تقديم وجبة من الحمام ينهد الطير نحوها حتى يتمكن من الانقضاض على فريسته وتكون فترة التدريب عادة أسبوعين وفي فصل الصفري ومع نهاية موسم الصيد والقنص يتم ربط الطير أو شبكة ثانية ويستمر ربطه إلى ما يقارب السبعة شهور وهي فترة (الجرنسة) أي عملية إستبدال الريش عند الصقر وفي هذه الفترة يبدأ الطير بتبديل ريشه ومن المستحسن أن يظل الطير مبرقعا طوال الوقت ولا ينزع عنه البرقع إلا على يد صاحبه ويجب الحرص على عدم تعرضه للبرودة الزائدة، كما يجب الحرص على طعام الطير وخلوه من العظام الدقيقة وفصل رأس الحمامة ورقبتها قبل إطعامها للطير لأنهما مسببان رئيسيان لمرض الصرع الذي يصيب الطيور، كذلك يجب المحافظة على نظافة الدس وسطح الوكر. وحول هذه الهواية تحدث القناص فهد الشلاحي وقال (أفضل القنص بالصقور أكثر من الصيد بالسلق والقناص و نوع القنص هو المحدد لطريقة الصيد، حيث نقنص بالصقور الحبارى والكراوين والقميري أما بالسلق نصيد الغزلان والأرانب وهي قليله وبشكل عام القنص متعة وهواية في نفس الوقت وقد تعلمته منذ ما يقارب الست سنوات من الأصدقاء وأحببت ممارسته، حيث أقضي عدة أيام في براري الصمان ورفحاء وعرعر والدهنا من اجل القنص ولا يمكن لأحد أن يشعر بمتعة القنص إلا من خلال التعايش مع الطير والملازمة له فعندما ينهد الصقر بسرعة على الحبارى وتراقب مطاردته لها ثم صيدها تكون هنا المتعة حيث تشعر بقوة طيرك وتميزه) أما القناص فهد العتيبي فيبرر سفر الكثير من القناصين إلى بعض الدول من اجل القنص وذلك لوفرة أنواع حيوانات وطيور القنص في تلك الدول وقلة القناصين في تلك البراري، حيث يفضل القناصة القنص في مكان لا يوجد به غيرهم لتلافي بعض المشاكل مثل عدم قدرته على تتبع الأثر أو عندما تهد صقرك على الطير تجد معه أكثر من واحد. وأضاف: من أسباب السفر من اجل القنص هي قصر موسم القنص هنا حيث لا يتجاوز الأربعة شهور وهذه فترة غير كافية لهواة القنص للاستمتاع بالمقناص. ويرى سالم الطويرش بان القنص شعور لا يكاد يوصف ابتداء من أول ما ينقل القناص طيره حتى ربطه ومن تعلم هذه الهواية لا يمكن أن يتخلى عنها،وتحدث عن بعض المشاكل التي يحذر منها القناصة ويخافون من حدوثها مثل التقلبات الجوية كالعواصف الرملية والتي تكون سببا في ضياع الطير وكذلك الخوف من بعض الطيور الجارحة كالعقاب , والطيور المهاجرة التي تحمل الأمراض والعدوى. وتحدث محمد العنزي حول أسعار الصقور فقال (أسعار الصقور متفاوتة ما بين السعر العادي والخيالي ويعتمد السعر على نوع الصقر مثل الحر الوافي والشاهين والوكري واللون وسرعة رؤية الحباري من مسافات بعيدة والصامل الذي يتحمل مسافات طويلة وقوته وخلوه من الأمراض،كما يقترح بإقامة جمعية وناد للصقارين للتشجيع على هواية القنص والتدريب عليها،وإقامة مزايين للصقور على مستوى المملكة، حيث تلقى إقبالا وتحظى باهتمام لدى كثير من الناس في مجتمعنا المحلي والخليجي).