الرئيس الإريتري أسياس أفورقي من أكثر الرؤساء إثارة للجدل ، الجيران يتهمونه بافتعال المشاكل معهم ، حربه مع أثيوبيا ، علاقة مشبوهة مع إسرائيل ، تدخل في شئون السودان وغيرها من القضايا الشائكة التي تقبل الإجابة عنها برحابة صدر. التقت اليوم بالرئيس أفورقي فكان هذا الحوار: @ لماذا رفضت اريتريا الانضمام للجامعة العربية وهل تلقت توصيات من امريكا بذلك مقابل الدعم المادي الذي تحصل عليه اريتريا من الولاياتالمتحدة وبذلك حتى لا تشكل مثلثا في الجنوب الافريقي على اثيوبيا وعلى مصالح اسرائيل في اثيوبيا؟. * لا توجد دولة تفرض على اريتريا سياسة ضد مصالحها الامنية والقومية وعدم انضمامنا للجامعة العربية له ابعاد اخرى وكل الدول في الجامعة العربية لها علاقات وطيدة مع امريكا وامريكا لا تمنعها من الانضمام للجامعة العربية. @ لماذا تحفظت اريتريا ضد العروبة بعد استقلالها على الرغم من ان لها ابعادا ثقافية اسلامية وهذا ما كان يطمح اليه العالم الاسلامي والعربي؟ * انتماؤنا قوي للمنطقة العربية ولدينا عرقيات عربية ولنا انتماء عربي ويجب التفرقة بين الانتماء الثقافي العربي والانتماء السياسي الذي لنا فيه حرية الاختيار.. اضاف: ان انتماء اريتريا لهذه المنطقة لا ينكر ولا يعطى وهذا حق جغرافي وتاريخي وعرقي والانتماء هو واقع ولا يمكن تغيير هذا الواقع اما الانتماء السياسي لاي منظمة اقليمية فهو اختيار سياسي وهو أمر متروك للمستقبل. الخلاف مع الفلسطينيين @ كيف ترون خلافات اريتريا مع السلطة الفلسطينية ؟. * ان كل الفصائل الفلسطينية رفضت الاعتراف بحركاتنا الانفصالية وقت ان كنا نحارب من اجل الاستقلال عن اثيوبيا وكان لهم تعاون وثيق مع اديس ابابا وهذا هو سر خلافنا مع الفلسطينيين خاصة بعد حوارنا مع الرئيس ياسر عرفات الذي انتهى بهجوم عرفات علينا. ان العلاقات مع السلطة الفلسطينية ليست هي الداعي لاقامة علاقات مع اسرائيل فالتزامنا نحو القضايا العربية والاسلامية موجود ولم يتأثر بأي شيء. العلاقات مع اسرائيل @ ما حقيقة العلاقات بينكم وبين اسرائيل؟ * كل الدول لها علاقات دبلوماسية مع اسرائيل وهي علاقات شكلية يحررها المجتمع المدني وليست علاقات تآمرية اما من ناحية الوجود العسكري الاسرائيلي في اريتريا فلا يوجد أي وجود عسكري لاسرائيل في اريتريا وليست اسرائيل محتاجة لوجود قواعد عسكرية لدينا فقواعدها موجودة في اديس ابابا واتحدى ان يثبت أي شخص ان اسرائيل لديها قواعد عسكرية في اريتريا. المشاكل مع الجيران @ ما حقيقة الخلافات مع دول الجوار مثل اثيوبيا.. السودان واليمن؟ * ان هناك حلفا معينا بين السودان واثيوبيا واليمن مهمته الاساسية اسقاط نظام أسمره وهو اتفاق معلن وثبت انه كان هناك اجتماع في الشهر الماضي في اثيوبيا واعلن فيه صراحة ضرورة اسقاط نظام اسمرة واعلنوا فيه ارقام الدعم المالي لاسقاط النظام وهو ما صرح به وزير خارجية السودان وكانت هذه الاجتماعات صريحة وواضحة. للأسف .. ان حكومة الخرطوم اختارت التعامل مع اديس ابابا ضد اريتريا عن طريق الحلف الاستراتيجي مع اثيوبيا واليمن على الرغم من ان السودان ليست له مصالح في هذا الحلف. اتهامات سودانية @ هناك اتهام سوداني موجه ضد اريتريا بوجود قوات اريترية في شرق السودان هدفها فصل الشرق السوداني؟! * بادر الزعيم الليبي معمر القذافي بارسال محققين في هذا الأمر لبحث هذه الاتهامات التي تتألم فيها السودان وتوصل المحققون لعدم وجود قوات اريترية في السودان وان اريتريا بريئة من هذا الاتهام. والاوضاع في السودان تطورت منذ حكم الرئيس الاسبق جعفر النميري وان المبادرة المصرية الليبية لم تتقدم بأي شيء لايجاد حل بديل عن الاطروحات الخاصة بمبادرة الايجاد.. قال ان الحكومة السودانية بعد 11 سبتمبر بدأت تتعامل بعقلانية وشكل ايجابي في ايجاد حلول لمشاكل السودان الداخلية. هيمنة أثيوبية @ كيف ترون العلاقات الاثيوبية الاريترية؟ * ان اثيوبيا تحاول الهيمنة على منطقة القرن الافريقي كقوة عظمى في المنطقة وان علاقات بلاده تعقدت نتيجة الحرب مع اثيوبيا مشيراً إلى ان اثيوبيا ترفض التصديق على قرار التحكيم الدولي بشأن ترسيم الحدود بين الدولتين وتحاول تغيير هذا القرار الدولي دبلوماسياً. ان جزءا من المشاكل في السودان والصومال يرجع إلى هذا التوجه الاثيوبي وهو توجه غير منطقي ولا تقبله اريتريا، وازمة العلاقات مع اثيوبيا ستستمر طالما تنتهج اثيوبيا سلوك الهيمنة وتستخدم سلاح النيل كسلاح للضغط على بلدان شمال شرق افريقيا. ان المثلث الاثيوبي - اليمن - السودان يدخل ضمن خطة اثيوبية لقلب نظام الحكم في اريتريا وان اريتريا تعتبر ذلك أمرا غير مقبول وخرقا للمفاهيم والاعراف والقانون الدولي.. وشدد على ضرورة ادانة هذا الموقف. وحول توتر العلاقات بين اليمن واريتريا أقول انه ليس هناك خلاف استراتيجي في العلاقات بين الدولتين وكذلك فيما يتعلق بالمصالح الامنية وانه ليس هناك شيء يذكر يمكن ان يسبب اساءة للعلاقات بين البلدين. ان التوتر في العلاقات بين البلدين يرجع إلى ان اليمن طلبت حق الصيد في المياه الاقليمية الاريترية وهناك اتصالات تجرى لتجاوز هذه المشكلة. وحول العلاقات الاريترية - المصرية ، أوضح انها علاقات تاريخية تترك بصماتها في اريتريا المستقلة وان العلاقات بين البلدين تمتد للخمسينات وان جذور الحركة السياسية لتحرير اريتريا بدأ تنظيمها في مصر في الجامعات والمدارس.وهناك تطوير للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري في اطار الكوميسا.