أكد رجب طيب أردوجان رئيس حزب العدالة والتنمية الفائز في الانتخابات التركية الاخيرة ان ليس لدى حزبه أي برنامج اسلامي خفي. وقال في حديث نشرته مجلة "نيوزويك" الامريكية في عددها الأخير ان "حزبنا يعتبر مبدأ فصل الدين عن الدولة عنصرا مهما في الديموقراطية". واضاف ان حزبنا ليس اسلاميا وليس قائما على الدين، آخذا على وسائل الاعلام التركية تصنيفها حزب العدالة والتنمية في هذا الاطار. وقال أردوجان لو كانت لبلادي اي شكوك تجاهي لما كانت انتخبتني نافيا ان يكون لديه اي برنامج خفي. ووصل حزب العدالة والتنمية الذي انبثق العام الماضي من حزب اسلامي محظور، الى السلطة بعد الانتخابات المبكرة في 3 نوفمبر التي فاز فيها ب363 مقعدا نيابيا من اصل 550. لكن أردوجان لا يحق له تولي منصب رئيس الوزراء لانه لم يسمح له بالترشح الى الانتخابات بسبب ادانته في 1998 بتهمة التحريض على الحقد الديني والحكم عليه بالسجن اربعة اشهر. وينص الدستور التركي على وجوب ان يكون رئيس الوزراء عضوا في البرلمان. وفي هذا الاطار قال أردوجان في الظروف العادية كان سيكون رئيس حكومة. واضاف ان الشعب اعلن من يجب ان يكون رئيس الوزراء والباقي من مسؤولية الوسط السياسي. وانا اعتقد انه سيقوم بدوره، مشيرا الى ان الأمر يتطلب موافقة الرئيس التركي. وعلى صعيد السياسة الخارجية قال أردوجان ان تركيا ستبقى على ترشيحها للاتحاد الاوروبي وستحتفظ بعلاقات متينة مع اسرائيل. واعرب عن امله بالتوصل الى حل سلمي دائم للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي يقوم على وجود دولتين تتبادلان الاحترام. كما شجب الارهاب. ودعا اردوجان حزبه العدالة والتنمية الفائز في الانتخابات العامة الى التمسك بالقوانين العلمانية في تركيا في الوقت الذي يستعد فيه الحزب لتشكيل اول حكومة من حزب واحد منذ عام 1987.وتشكك المؤسسة العسكرية التركية القوية في الجذور الاسلامية لحزب العدالة والتنمية الاسلامية والتي تعهدت بحماية البلاد من الاسلاميين المتشددين في الوقت الذي تسعى فيه تركيا العضو بحلف شمال الاطلسي الى الحصول على عضوية الاتحاد الاوروبي والعمل على الخروج من اكبر عثرة اقتصادية تواجهها منذ الحرب العالمية الثانية.وبينما تعهد اردوجان بالولاء لقانون تركيا الذي يقضي بالفصل بين الدين والسياسة مازال اردوجان يواجه حظرا بدخول البرلمان وتولي منصب رئيس الوزراء بسبب القائه قصيدة اسلامية.وقال اردوجان في اول خطاب لنواب حزبه في انقرة ليس لدينا وقت للخصومات السياسية. يجب عليكم الا تفعلوا شيئا يعرض المجتمع للاضطراب. وسينعقد البرلمان التركي المكون من 550 مقعدا للمرة الاولى الخميس المقبل. ومن المتوقع ان يقدم اردوجان مرشحه لرئاسة الوزراء للرئيس التركي احمد نجدت سيزر الاسبوع الحالي.وكان سيزر قد حذر يوم الاحد في ذكرى وفاة مصطفى كمال اتاتورك مؤسس تركيا الحديثة من ان الاسلام السياسي ليس له مكان في السياسة التركية.ويعكس البيان التحذيرات التي اطلقتها المؤسسة العسكرية التركية بعد يوم من فوز حزب العدالة والتنمية في انتخابات الثالث من نوفمبر العامة حيث حصل الحزب على 363 مقعدا.وقادت المؤسسة العسكرية التركية حملة عام 1997 لخلع سلفه حزب الرفاه.وبعكس سلفه فان حزب العدالة والتنمية لن يطلب دعم المعارض الوحيد في البرلمان وهو الحزب الشعبي الجمهوري للموافقة على التشريعات الجديدة لكنه سيكون في حاجة فقط إلى دعمه فيما يتعلق بالتعديلات الدستورية التي تتطلب موافقة ثلثي اعضاء البرلمان.