كاد المدير السياسى بوزارة الخارجية الالمانية يثير ازمة دبلوماسية جديدة فى علاقة بلاده بالولاياتالمتحدة حينما شبه الرئيس الامريكى جورج بوش بالزعيم السوفيتى الراحل ليونيد بريجنيف.. وذكرت مجلة دير شبيجل الاسبوعية أن دبلوماسيا ألمانيا بارزا شبه السياسة الامنية الحالية للرئيس الامريكي جورج دبليو بوش بعقيدة بريجنيف التي استخدمها السوفيت لتبرير غزوهم لجمهورية تشيكوسلوفاكيا سابقا في عام 1968وأوضحت دير شبيجل في عددها الصادر امس"الاثنين" إن كلاوس شاريوث الذي من المقرر أن يصبح وزيرا للدولة، وهو واحد من أهم المناصب في وزارة الخارجية ببرلين، هو الذي أدلى بهذا التصريح خلال ندوة أقامتها القوات المسلحة الالمانية الاسبوع الماضي. وكانت استراتيجية بوش للامن القومي التي أعلنت في 20 من الشهر الماضي قد أثارت قلق العديد من الحكومات الاوروبية نظرا لانها تسمح لواشنطن باستخدام حقنا في الدفاع عن النفس في شن ضربات وقائية وبصورة منفردة ضد الدول التي تعتبرها الولاياتالمتحدة معادية لها. ونسبت دير شبيجل إلى شاريوث قوله إن موسكو كانت قد زعمت بالمثل في عام 1968 بأن انتفاضة براغ أو ما عرف بربيع براغ شكل تهديدا للسلام العالمي. من جانبها، نفت الخارجية الالمانية صدور أي مقارنة بين بوش والزعيم السوفيتي الراحل ليونيد بريجنيف، موضحة أن تقرير ديرشبيجل قد تم تحريفه وأساء تفسير مضمون ما قاله شاريوث بالفعل. وقال متحدث إن شاريوث كرر القول فقط أن الدول غير الديمقراطية يمكن أن تغرى بإساءة استخدام القانون الدولي وبالتالي فلا يوجد جديد في هذا. ويشغل شاريوث منصب مدير سياسي بوزارة الخارجية. وكان بريجنيف الذي توفى في عام 1982 قد أكد حق السوفيت في التدخل حيثما تتعرض الشيوعية لاي تهديد سواء داخليا أو خارجيا أو إذا بذلت جهود لاعادة الرأسمالية من جديد إلى بلاده في ذلك الوقت. وقال بريجنيف في ذلك الحين إن الشيوعية لا يمكن أن تعرقل مسيرتها فكرة مجردة حول السيادة أو حتى إقرار رسمي لمبدأ حق تقرير المصير. وكانت إدارة بوش قد استشاطت غضبا الشهر الماضي عندما قالت وزيرة العدل الالمانية المستقيلة هيرتا دوبلر-جملين في اجتماع نقابي إن بوش يريد أن يبعد الانظار عن مشكلاته الداخلية. وقد أقرت دوبلر-جملين فيما بعد بقولها نعلم من تاريخنا أن هذا الاسلوب كان معروفا إبان حكم الزعيم النازي أدولف (هتلر). وأشار تقرير دير شبيجل إلى أن المستشار جيرهارد شرويدر ووزراءه أصبحوا حريصين الآن على عدم التصريح علنا بأي شئ يعتبر معاديا للامريكيين، إلا أن مسئولين عسكريين ألمان كبار وصفوا، في اجتماعات مغلقة، عقيدة بوش للامن القومي بأنها تتسم بالجنون. وشهدت العلاقات الامريكية-الالمانية توترا منذ حملة شرويدر الانتخابية التي أكد فيها مرارا رفضه المساهمة بقوات ألمانية في حرب محتملة في العراق. وحظيت مخاوف شرويدر بتأييد واسع النطاق على الساحة السياسية الالمانية. وقالت دير شبيجل إن ضباط عسكريين كبار يشعرون أيضا بالغضب جراء رغبة بوش في دمج حلف شمال الاطلنطي (الناتو) في سياسته الامنية الجديدة، رغم أن الحلف أكد دائما أنه لن يكون أول من يستخدم السلاح في أي نزاع. وفي اجتماع عقده حلف الناتو مؤخرا في وارسو ببولندا لم يبد وزراء الدفاع الاوروبيون معارضة تذكر لخطط وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد لتشكيل قوة رد سريع من قوات الحلف، وذلك نظرا لان وزير الدفاع الالماني بيتر شتراك كان يرغب في تجنب المزيد من الجدل. وفي محاولة لفتح باب الحوار من جديد، يخطط شتراك للقيام بزيارة واشنطن بعد أن يؤدي اليمين كوزير للدفاع في بلاده خلال الولاية الثانية من حكم شرويدر في نهاية الشهر الحالي، وذلك طبقا لما أكده متحدث في برلين ليل السبت/الاحد. وقال المتحدث ستكون هذه واحدة من أهم خطط الوزير، وهي إجراء محادثات مع الولاياتالمتحدة بأسرع وقت ممكن.من جانبها، قالت صحيفة باسور نيو برسه الالمانية إن الزيارة، المقررة منذ عدة أسابيع، ستأتي عقب قيام الحكومة الائتلافية المكونة من الحزبين الاشتراكي الديمقراطي والخضر بزعامة المستشار الالماني بتأدية اليمين القانونية، وذلك بعد فوز شرويدر في الانتخابات العامة التي شهدتها ألمانيا في 22 سبتمبر الماضي.