قال مسئول بارز بالخارجية في واشنطن ان وزير الخارجية الامريكية كولين باول اتصل هاتفيا بنظيره الالماني يوشكا فيشر ليل الخميس/الجمعة لبحث تحسين العلاقات المتوترة بين الدولتين العضوين في حلف شمال الاطلنطي (الناتو). وهذه المرة الاولى التي يجري فيها أي نوع من أنواع الاتصال بين الوزيرين منذ الثالث والعشرين من الشهر الماضي، أي بعد يوم من نجاح حزب الخضر بزعامة فيشر في مساعدة المستشار الالماني جيرهارد شرويدرعلى الفوز بأغلبية ضئيلة والبقاء فترة ثانية في منصبه، وذلك في الانتخابات البرلمانية التي شهدتها ألمانيا في 22 من سبتمبر الماضي. كما أن فوز شرويدر في الانتخابات يعود فيه الفضل جزئيا إلى قوة موقفه المعارض لهجوم أمريكي محتمل على العراق. وأوضح المسئول البارز بالخارجية الامريكية والذي طلب عدم نشر اسمه أنه رغم أن باول وفيشر ناقشا سبل رأب الصدع في علاقات بلديهما خلال الاسابيع المقبلة، فإن المكالمة الهاتفية بين الوزيرين لم تحسم مسألة زيارة فيشر إلى واشنطن. وشدد باول على أنه عندما يجتمعان وجها لوجه، فإنهما سيناقشان بعضا من القضايا الجادة في إطار تحسين العلاقات بين واشنطنوبرلين، وذلك حسبما أضاف المسئول الامريكي. يذكر أن واشنطن لم تكبت غضبها إزاء معارضة شرويدر لاي مغامرة أمريكية في العراق أو إزاء تصريحات أحد الوزراء بحكومة برلين شبه فيها تكتيكات الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش بتلك التي كان ينتهجها الديكتاتور النازي أدولف هتلر. وكان وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد قد تجاهل نظيره الالماني بيتر شترك خلال اجتماع لوزراء دفاع الناتو عقد مؤخرا في وارسو، وذلك رغم أن الوزير الالماني أعلن أن بلاده ستتعاون في قيادة قوة الامن الدولية في أفغانستان. ومنذ إعادة انتخابه، حاول شرويدر ومعه وزير خارجيته فيشر في إصلاح ذات البين مع واشنطن وكرر فيشر كثيرا عزمه زيارة العاصمة الامريكية في منتصف الشهر الحالي. وأضاف المسئول الامريكي أيضا أن فيشر وباول تطرقا أيضا إلى ضغوط أمريكية على الاممالمتحدة لحملها على استصدار قرار جديد بشأن العراق، كما بحثا كذلك المواجهة الاسرائيلية-الفلسطينية.