قال مواطنون عراقيون قدموا الى بغداد من شمال العراق خلال اليومين الماضيين ان السلطات الكردية فى الشمال خاصة فى المناطق التى يسيطر عليها الاتحاد الوطنى الكردستانى بزعامة جلال الطالبانى بدأت عملية تطهير عرقى ضد المواطنين العرب فى تلك المناطق . وأوضح هؤلاء ان مقاتلين من (البيشمركة) التابعين لطالبانى قد سلموا المواطنين العرب فى تلك المناطق انذارات بضرورة اخلاء بيوتهم ومحلاتهم سواء بالبيع أو غيره خلال أسبوعين والا سيتم طردهم بالقوة باعتبارهم غرباء عن المنطقة وجاءوا اليها فى اطار عمليات التعريب التى اتبعتها السلطات العراقية فى وقت من الأوقات . وأشاروا الى أن سلطات الطالبانى استثنت من هذه الاجراءات التركمان والأشوريين وركزت على العرب فقط .. وفسر مراقبون فى بغداد تلك الممارسات بان الطالبانى يفكر جديا فى اعلان دولة كردية فى شمال العرق عقب عملية أمريكية واسعة ضد العراق وانه يخشى من الوجود العربى فى المناطق الكردية فى اعلان الحرب . فى الوقت نفسه اتهمت مصادر كردية فى بغداد أكراد الشمال بأنهم خانوا قضيتهم باتفاقهم مع الولاياتالمتحدة على المشاركة فى ضرب العراق وأكدوا أن نسبة كبيرة من الأكراد لا يوافقون على ذلك . وكان برلمان كردستان العراقي قد ارسى الجمعة المصالحة بين الفصيلين الكرديين اللذين كانا يتنازعان السيطرة على كردستان عبر المصادقة على اتفاق سلام تم توقيعه في واشنطن عام 1998، على خلفية التهديدات الامريكية بضرب نظام صدام حسين. وصادق البرلمان الكردستاني بالاجماع في جلسة عقدها بعد توقف دام 6 سنوات، على اتفاق السلام الموقع في واشنطن بين زعيمي الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني اللذين شاركا في الاجتماع. وعقد البرلمان جلسته بكامل اعضائه ال 105 (بينهم 51 نائبا عن الحزب الديموقراطي و49 عن الاتحاد الوطني وخمسة نواب عن الاقلية المسيحية)، وبحضور رئيسة جمعية فرنسا/حريات دانيال ميتران، ارملة الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا ميتران، المناصرة للقضية الكردية. ولدى افتتاح الجلسة تلى رئيس البرلمان روج نوري شاويس رسالة وجهها وزير الخارجية الامريكي كولن باول الى البرلمان واعرب فيها عن دعمه للمصالحة بين الاتحاد الوطني والحزب الديموقراطي وعن تضامنه مع اكراد العراق. واكد باول ان الاكراد حلفاء في حملة مكافحة الارهاب. وقال بارزاني مخاطبا النواب ان هذا اليوم لا يقل اهمية عن يوم الانتخابات سنة 1992 . و قدم اعتذاراته عن سقوط ضحايا في المعارك الدامية التي جرت بين الفصيلين المتخاصمين واسفرت عن حوالي 3000 قتيل. وشكر زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني الحكومات الامريكية والبريطانية والتركية للحماية التي توفرها لكردستان عبر مراقبة منطقة الحظر الجوي التي تفرضها واشنطن ولندن في شمال العراق. واضاف بارزاني ان الاكراد لن يشكلوا خطرا او تهديدا لامن واستقرار الجيران ونحن مستعدون لنقدم ما يطمئنهم في هذا الاتجاه ، في اشارة الى مخاوف انقرة. وتعارض تركيا انشاء دولة كردية مستقلة في شمال العراق، خشية تحريك التطلعات الانفصالية للاقلية الكردية في جنوب شرق تركيا. وهددت باللجوء في هذه الحال الى تحرك عسكري. وقال بارزاني ان الحزبين سيطرحان جانبا الخلافات بينهما وسيعملان معا من اجل مصلحة قضيتهما وشعبهما . واضاف لطالما حاربنا الارهاب وسنستمر في محاربته . من جهته، افاد طالباني ان الشعب الكردي من خلال اختياره للصيغة الفدرالية اراد المحافظة على وحدة العراق وهو ما لم يفعله الحكم في العراق . واشار الى ان وحدة الاكراد ليست موجهة ضد احد . واعلن طالباني في مؤتمر صحافي عقده في ختام الاجتماع ان الحزبين اتفقا على تنظيم انتخابات تشريعية خلال ستة الى تسعة اشهر في حال كان الوضع في المنطقة طبيعيا . من جهته قال بارزاني ان الامريكيين وعدوا بحماية الشعب الكردي والمنطقة ضد اي اعتداء . واعلن مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الديموقراطي الكردستاني هوشيار زيباري ان الاجتماع المقبل للبرلمان الموحد سيعقد بعد غد الثلاثاء في السليمانية.