يحقق معرض الأعمال الفنية الصغيرة الذي نظمته روشان للفنون الجميلة بمدينة جدة وسمته (مهرجانا) بعض الاهداف المبتغاة في المتواصل مع المجتمع بأعمال تختلف في المساحة عما اعتيد عليه في المعارض المحلية من اختلاف القياسات كما أن الأسعار القليلة للعمل الفني قد تشجع على الاقتناء، هذا خلاف انها تجربة قد تغاير ما عرف عن هذا الفنان او ذاك من صيغ او معالجات وهي كفكرة تطرح شكلا جديدا من العروض التقليدية. الفكرة نفذت في اكثر من دولة عربية مثل مصر وسوريا وغيرهما وقد تجاوب الفنانون التشكيليون السعوديون، والعرب المقيمون في المملكة معهما فكانت اعمال د.احمد عبدالكريم وهشام العايش وحكيم الغزالي وعلي حسن ومحمد غنوم وجمال عبدالرحيم وأيمن يسري وحازم عقيل وغيرهم، علما بأن بعض هؤلاء يعيشون في بلدانهم مثل: غنوم وعبدالرحيم، وعلي حسن. قدم بعض الفنانين التشكيليين من السعوديين اعمالا نحتية مثل هاشم سلطان ونبيل نجدي وعلي الطخيس واحمد الدحيم وقد تنوعت خاماتهم ومعالجاتهم الفنية بين الاشتغال على الحجر او الرخام او الحديد او خامات اخرى. شارك من فناني المملكة وفناناتها التشكيليات صفية بنت زقر وابراهيم بوقس ومنير الحجي وفيصل المشاري ومفرح عسيري وعلاء حجازي وعبدالله حماس وعبدالله نواوي وفهد الحجيلان ومحمد سيام وعبدالله الشلتي ورائدة عاشور وعبدالله ادريس وهشام بنجابي وزمان محمد جاسم وعلي الصفار وابراهيم النغيثر ونايل ملا صاحب فكرة المعرض وكانت مطروحة منذ اعوام لم يقدر لها ان تنفذ الا هذا العام 2002م. غاب بعض فناني بعض المناطق أو المدن كالقصيم والاحساء وجيزان وربما غيرها لكن المشاركين في المعرض نجدهم من المدينةالمنورةوجدة ومكة المكرمة والرياض والشرقية (الدمام والقطيف) ولكن بشكل متفاوت ايضا. الأعمال بشكل عام تنوعت واختلفت ويصل هذا الاختلاف احيانا الى حد التباين ومع بانورامية العرض وثرائه فقد حافظ بعض المشاركين على صيغهم الفنية المعروفة التي صغرت معها مساحة العمل الفني وتحققت قيمة فنية شبه مغايرة وجدنا معها العمل في مساحة مختلفة وبالمقابل فان عددا من المشاركين خاضوا تجريبات في صيغ مختلفة عما عرف عنهم او عن اعمالهم الفنية. حافظ - على سبيل المثال - فيصل المشاري على صيغه ومعالجاته المعروفة وهو يتعامل مع الحاسوب في صياغة عمله الفني وطباعته كما كانت اعمال احمد عبدالكريم في اتصالها بأعماله او بصيغه المعروفة هي كذلك عند منير الحجي ونواوي وعسيري وصفية بن زقر التي تضمنت مشاركتها أعمالا كرافيكية معروفة لها وبدت أعمال لنايل ملا مختلفة عن تجاربه التي كان يقدمها في المعارض المحلية وحققت مصغراته نتائج جديدة وهو يوظف الأقلام وبعض الالوان لصيغة مختلفة تتبسط المعالجات او الصيغ عند ايمن يسري او علاء حجازي. اتجه للمشهد الطبيعي او المكاني (المحلي) مها السنان وأمل الشكل وسهير ابو شادي وغيرهن، كما ظهرت اعمال تتناول الحروف العربية وفق اكثر من صيغة عند منصور الشريف ومفرح عسيري وحسين محمد، وغيرهم واتجه عدد من الفنانين التشكيليين المشاركين لفضاءات تجريدية نجدها عند محمد السيهاتي ومنير الحجي وفهد الحجيلان وحنان حلواني وفهد خليف وقد تنوعت هذه التناولات او معالجاتهم الفنية ما اسهم في فتح محاولات تجريبية قد تبرز في اعمال لاحقة لهم. رسم محسن الخانجي وتركي الدعجاني وحازم عقيل وغيرهم الوجوه الانسانية بشىء من الاختلاف ما اسهم في تنويع هذه التجارب ومع هذا التنويع جاء المعرض ليعبر عن اضافة يمكن تعزيزها في دورات قادمة بشيء من الضوابط والأطر التي تضع له اهميته واختلافه في الساحة التشكيلية المحلية.