تتنوع الاتجاهات الفنية عند التشكيليين في القطيف بين من يرسم الطبيعة والمظاهر الاجتماعية المحلية وبين من اهتم بالتعبير وتوظيف عناصر محلية او انسانية لتحقيق فكرة رمزية، وتأثر بعض الفنانين بالصيغ السيريالية للتعبير عن مواضيع خاصة او اجتماعية كما سعى بعض الفنانين الى التجريب في الخامة وفق رؤى تحديثية مواكبة للمستجدات على الساحة المحلية على الاقل. وكان الفنان علي الصفار اول من ظهر بشكل لافت بأعماله التي تنقل المكان القطيفي والعادات والتقاليد وكبار السن في جلساتهم، والنساء في لقاء اتهن او مساكنهن وذلك بمعالجة اقرب الى التأثيرية التي تعالج المساحة بلمسات فرشاة عريضة على الاغلب، وتوجه الى هذا المظهر وبشيء من اختلاف المعالجة واختيار الالوان منير الحجي الذي اتجه غالبا الى المزارع وسواحل البحر ورسمها في العقد الفائت بمعالجات اقرب الى الانطباعية في ضربات الفرشاة التي تبعث تنقيطية ثرية بالالوان ودرجاتها، واتجه محمد المصلي في اعماله المبكرة، والى وقت قريب الى الطبيعة الصامتة التي رسم من خلالها ادوات وعناصر شعبية، كما اتجه بعض الفنانين الى التسجيل والمحاكاة وفق تلوين يتأثر بالاعمال الانطباعية في فترات محددة من ممارستهم الفنية. وتأثر عدد من الفنانين ببعض الاتجاهات الفنية التاريخية كالتكعيبية والسيريالية، وحاول البعض من هؤلاء الفنانين ان يتجهوا بهذه الصيغ الى مواضيع محلية، نجدها عند عبدالعظيم شلي في عدد من اعماله القليلة، ومثله محمد المصلي وبتكثيف واتصال عند حميدة السنان التي اتجهت الى مواضيع اجتماعية او دينية او خاصة، وهي تصوغ عناصرها المختلفة وتحيلها الى شكل من الاثارة، ومحاولة الاستنتاج، وتأثر بهذه الصيغ بعض رفيقات دربها مثل مهدية آل طالب في بعض اعمالها، هذا التأثير بالصيغ السيريالية ظهر في اعمال عدد من التشكيليين والتشكيليات. في القطيف حتى ان البعض منهم بدأ بها محاولاته الاولى، الا ان حسن ابو حسين وهو من الشباب الذين ظهرت اعمالهم مؤخرا يتجه الى هذه الصيغ في اعماله القليلة التي عرضها مؤخرا وتدعو للتفاؤل بموهبته. ونجد في اعمال علي حسن هويدي وعبدالله مهدي احمد وميرزا الصالح، وآخرين تأثيرات هندسية في تقطيعات كل منهم وتوظيف عناصر لوحته المعمارية وان حاول ميرزا الصالح الاتجاه بها نحو شيء من الخيالية، لكننا في حالة عبدالله المرزوق نجد بحثا وتكريسا لقناعات فنية مستحدثة هي الاخرى ذات مرجعية هندسية تتأثر بالتجريدية الهندسية، وقد قادته هذه التجارب في معرضه الاول الى تجريب خامات متنوعة وضعت لتجربته الفنية خصوصيتها. وضمن هذا التجريب سعى كمال المعلم لتحقيق لوحة جديدة ومختلفة عناصرها الاساسية (الخيول) وفق استعارة رمزية وقدوظف الفنان عددا من الخامات والصيغ التي وضعت لتجربته بفنياتها وتقنياتها المتنوعة اهميتها في الساحة المحلية. وكثف زمان محمد جاسم محاولاته التجريبية على اكتشافاته لعلاقات اللون والمساحة وهو يستعير فكرة لوحته من عناصر ووحدات محلية سرعان ما اتجه الى خامات الاخشاب والمعاجين، وغيرها لتحقيق شكل جديد لعمله الفني الذي يتميز مع ممارساته المتواصلة. اسماء في هذا الاطار لم يزل العديد من الاسماء يسعى ويواصل ممارسته الفنية بحثا عن صيغ جديدة وربما مكتشفة وغير متناولة، ومن هنا نجد ان عددا من الفنانين ينوعون في اعمالهم وفق تأثيرات داخلية او خارجية او بحكم شكل ونوع اطلاعاتهم وخبراتهم الفنية المحدودة احيانا على بعض الاسماء وبعض التجارب التي لم يكتمل نضوجها، وتتضح خصائصها ومعالمها، او انه لسبب محدودية موهبتهم الفنية اساسا ولم يزل النحت غائبا عن التجربة التشكيلية في القطيف، وان حاول البعض ممارسة ذلك ولكن وفق مدرسية متواضعة، كما غابت اعمال الكرافيك وان مارسها بعض الفنانين اثناء دراساتهم الفنية، واشير الى ان مركز الخدمة الاجتماعية اقام دورة رمضانية حول الكرافيك قبل عامين وكانت مبتدئة للحفر باللاينو وقد حقق بعض الملتحقين بهذه الدورة نتائج بسيطة بعضها جيد. اسماء واعدة وظهرت في القطيف عدة اسماء كانت مستوياتها مختلفة بناء على حداثة تجربتها او التباعد بين مشاركاتها الفنية نظرا لممارستها الفنية المتقطعة. وكانت اعمال كريم رامس ذات رباط حميمي بالمكان رسم المشاهد المحلية وفق رؤى خيالية، ومثله عباس آل رقية الذي التقط النخيل والعاب الاطفال بحس تلقائي يعود فيه الى ذاكرة طفولية. وبانطباعية اهتم ابراهيم هبوب بمشهده الطبيعي الملتقط من الممرات الضيقة للمزارع وللمنازل الريفية، كما كانت محاكاة مجيد الدار ملفتة بحرصه على المماثلة والاهتمام بالتفاصيل واهتم قصي العوامي بالحرف العربي وبالجوانب المعمارية الا انه يخوض في الآونة الاخيرة محاولة يتجه معها الى علاقات مساحية مجردة، وبرزت لوحات حسين ابو حسين بخيالية هذا الفنان الشاب، وأفقه المفتوح على مواضيع مختلفة وينتظر من حسين ابو حسين الكثير مستقبلا. واهتم فاضل ابوشومي بالحصان وخلص مع خيوله الى مساحات طيفية وتلونيات بقعية متناسقة، وحرص رشاد الفضل على استلهام بعض المشاهد او المناظر والطبيعة الصامتة على ان حسين المحسن قد برزت موهبته من خلال تجريباته المتواصلة التي وصل معها الى حلول اقرب للاختلاف عن المؤثرات المبكرة في اعماله كما تعبر اعمال مغير الحمدان عن امكانات لم تبرز لدى هذا الفنان ذى الاهتمامات المتعددة (الرسم، التصوير الضوئي) ومثله علي ابو عبدالله على ان الاثنين رسما بمباشرة واتجها في بعض اعمالهما الاخيرة الى صيغ تجريدية يؤكدها ابو عبدالله بتوظيف بعض الخامات. كما اظهرت اعمال محمد السيهاتي باقلام الرصاص او الفحم وبعض ملوناته قدرة هذا الفنان الشاب الذي اتجه الى البحث وفق حلول بسيطة ذات علاقة بالزخارف الشعبية. وفي القطيف العديد من الاسماء الشابة التي تعد بمستوى طيب، وكان لها حضورها في بعض المناسبات المحلية مثل هاني الحمران ومحمد ابو السعود ويوسف اليوسف ومحمد الحمران وحسين المصوف وعلي الجشي وعلي الخباز وازهار المدلوح وندى الخليفة وعيسى ال طلاق وعبدالله الحبيب وتهاني الاسود وبشار الشواف وصديقة الصايغ وخديجة العياش وليلى نصر الله وعاتقة ال داود وحنان الاحمد وليلى نصر الله وعواطف ال صفوان وغيرهم.