بحث المنتدى الامني الاقليمي الاسيوي امس في اتخاذ إجراءات لتعزيز الجهود التي تبذلها دول المنطقة لمحاربة الارهاب عبر توثيق التعاون على كافة الاصعدة، ومن بين ذلك اتخاذ إجراءات تستهدف وقف تمويل الارهابيين. وقال بيان أعده وزير خارجية بروناي محمد بلقيه سنوقف وصول الارهابيين إلى منظومتنا المالية. يذكر أن وزير خارجية بروناي يتولى رئاسة المنتدى الاقليمي للاسيان، الذي يعد المنتدى الاسيوي السنوي الرئيسي المعني بالامن. ويضم المنتدى عشر دول هي أعضاء رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان)، بالاضافة إلى كل من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وأستراليا وكندا والصين والهند واليابان والكوريتين ومنغوليا ونيوزيلندا وبابوا غينيا الجديدة وروسيا. وكان وزير الخارجية الامريكي كولين باول قد توجه مساء أول أمس لحضور المنتدى الامني، الذي يركز هذا العام بالاساس على الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على الارهاب وعلى الصراع في شبه الجزيرة الكورية. وقال وزير الخارجية الماليزي سيد حامد كانت مسألة شبه الجزيرة الكورية من بين القضايا التي تم بحثها. وأضاف حامد أعتقد أنهم وافقوا على بدء النقاش بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. وأضاف وزير خارجية ماليزيا أن الولاياتالمتحدة واليابان تحرصان الان على إجراء محادثات مع كوريا الشمالية، والتي ينظر إليها على أنها تمثل تهديدا أمنيا كبيرا لسلم واستقرار المنطقة. وقد التقى باول لوقت قصير مع وزير الخارجية الكوري الشمالي بايك نام سون قبل بدء اجتماع المنتدى الاقليمي للاسيان. غير أن حامد أكد أن الارهاب ظل في بؤرة المباحثات في الاجتماع الذي استمر يوما واحدا. وكان وزراء خارجية بلدان الاسيان قد أعادوا أمس الاول الثلاثاء التأكيد على التزامهم بمحاربة الارهاب في البيان المشترك الذي صدر في ختام اجتماعهم السنوي، والذي استضافته بروناي هذا العام. ومن المتوقع أن توقع الرابطة على إعلان خاص حول مكافحة الارهاب مع الولاياتالمتحدة اليوم الخميس، لن يتطرق رغم ذلك للحديث عن دعم التعاون العسكري مع القوة الامريكية العظمى في التعامل مع بؤر المشكلات المحتملة في جنوب شرق آسيا، حسبما قال المراقبون. يذكر أن المسئولين الامريكيين ينظرون إلى منطقة الاسيان على أنها نقطة ساخنة محتملة بالنسبة للانشطة الارهابية، نظرا لحرية النشاط الاقتصادي في المنطقة، وسهولة دخول الاجانب إليها، ووجود بلدان بها ذات غالبية إسلامية وأخرى تضم أقليات إسلامية كبيرة العدد. فإندونيسيا تضم أكبر عدد من المسلمين في العالم، بينما كل من برونايوماليزيا ذات أغلبية إسلامية. وإلى جانب البلدان الثلاثة تضم الاسيان كلا من كمبوديا ولاوس وميانمار (بورما) والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام. وأكد بلقيه التزام المنطقة بمنع الارهابيين والمساعدين لهم من الوصول إلى أنظمتنا المالية أو استخدامها، ووقف إساءة استخدام شبكاتنا المصرفية غير الرسمية. ومن المتوقع أن يخرج الاجتماع بتعهد لمساعدة البلدان الاقل نموا بين بلدان المنتدى الاقليمي للاسيان في تعزيز جهودها لمكافحة الارهاب على أصعدة مثل المساعدة القانونية وبناء القدرات واتخاذ إجراءات مالية وعمليات التنفيذ. كما سيشجع الاجتماع كافة أعضاء المنتدى على تنفيذ برنامج عمل الاممالمتحدة لمنع ومكافحة والقضاء على التجارة غير المشروعة في الاسلحة الصغيرة والخفيفة على كافة الاصعدة. وكان اجتماع هذا العام للمنتدى الاقليمي للاسيان قد ضم مسئولين دفاعيين من المنطقة بين المشاركين للمرة الاولى لتمكين الاجتماع الامني السنوي بشكل أكبر.