انتهى الاجتماع الوزارى لمنظمة اوبك الاخير والذى كان من اقصر الاجتماعات التى تعقدها المنظمة فى السنوات الاخيرة، من دون مفاجآت تذكر. وجريا على التوقعات قرر الوزراء تمديد العمل بالسقف الانتاجى الحالى للمنظمة البالغ 21 مليونا و700 الف برميل يوميا وهو ما يعنى الابقاء على التخفيضات الانتاجية التى اقدمت عليها اوبك فى عامى 2001 و 2002 واختارت سكرتيرا جديدا خلفا لعلى رودريجيز بشخص وزير النفط الفنزويلي الفارو سيلفا الذى سيشغل هذا المنصب حتى نهاية عام 2003 ولم يمثل اتخاذ كلا القرارين اى خروج عن التوقعات التى سبقت انعقاد الاجتماع بل جاءا مطابقين لتأكيدات وزراء اوبك السابقة بعزمهم عدم اجراء اى تغيير فى سقف الانتاج وللتقارير التى رشحت سيلفا قبل اكثر من شهر لشغل منصب السكرتير العام . وحسب ما جاء في افتتاحية نشرة أخبار الساعة في عددها الاخير،فقد ارجعت اوبك قرارها بتمديد العمل فى التخفيضات الانتاجية القائمة الى عوامل العرض والطلب العالمية السائدة والتوازن النسبى فى السوق فى ظل الشكوك التى تحيط بقوة الانتعاش الاقتصادى العالمى وحقيقة ان القوة النسبية للاسعار الحالية فى السوق هى فى جانب منها انعكاس للوضع السياسى السائد وليس نتيجة للعوامل الاساسية وحدها وذلك يعنى ضمنا ان السوق ليست بحاجة فى الوقت الحاضر الى ضخ كميات اضافية من الخام كما تطالب به بعض الجهات. واضافت النشرة ومع ان اوبك تركت الباب مفتوحا امام خطوتها المقبلة فى اجتماعها المقبل فى سبتمبر من هذا العام الا ان عددا من الوزراء اشاروا الى امكانية زيادة الانتاج فى حال ارتفاع الطلب العالمى وصعود الاسعار وذلك فيما يعتبر تطمينا للاسواق بان اوبك مستعدة لاتخاذ اى اجراء يمنع ارتفاع الاسعار عن مستوياتها المستهدفة. وأشارت النشرة الى انه لم يفت اوبك دعوة الدول غير الاعضاء الى مواصلة التعاون مع المنظمة فى مساعيها للحد من تقلبات الاسعار والحفاظ على استقرار السوق بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين لكن بيان اوبك خلا من اى اشارة الى ظاهرة تجاوز حصص الانتاج التى باتت اغلبية الدول الاعضاء تمارسها فى الاشهر الاخيرة حتى بلغ اجمالى التجاوز فى سقف الانتاج ما يتراوح بين مليون و 400 الف و مليون و 500 الف برميل يوميا حسب الارقام الصادرة عن جهات عديدة. واختتمت النشرة مقالها بالقول: قد يكون اغفال المنظمة التطرق لظاهرة تجاوز سقف الانتاج وحثها الاعضاء على الالتزام بحصصهم المقررة ينبع من ادراكها لمشكلة تضاؤل حصتها الانتاجية فى السوق العالمية لمصلحة المنتجين المستقلين الذى اظهروا عزما على زيادة انتاجهم خلال هذا العام فى وقت بلغ فيه انتاج وحصة اوبك فى السوق ادنى مستوى لهما منذ عشرة اعوام لذلك فان تجاهل هذه الظاهرة قد يمثل محاولة للحد من حجم الخسارة التى يمكن ان تتعرض لها حصة اوبك فى السوق فى ظل الاوضاع الحالية للانتاج العالمى غير ان استمرار هذه الظاهرة يمكن وبأى شكل من الاشكال ان يدعم موقف المنظمة فى دعوتها للدول المنتجة المستقلة الى التعاون فى ادارة السوق والحفاظ على استقرارها.