اعتبرت الدول البارزة في اوبك التي شاركت أمس في مؤتمر في القاهرة بصوت واحد ان اسعار النفط ممتازة، وان الدول المصدرة للنفط ليس لديها اي داع لتغيير حصصها الانتاجية اثناء اجتماعها المرتقب عقده في انغولا أواخر هذا الشهر. وقال وزير البترول والثروة المعدنية علي النعيمي الذي تعد بلاده من أبرز أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أمس في القاهرة "ان المخزونات تتراجع وأسعار (النفط) ممتازة والجميع من مستثمرين ومستهلكين ومنتجين، سعداء". واضاف "كل شيء على ما يرام، لن يكون علينا التفكير كثيرا"، في إشارة الى ان اتخاذ قرار بالابقاء على حصص انتاج اوبك لدى اجتماعها الوزاري المقرر عقده في 22 ديسمبر في لواندا (انغولا)، سيكون سهلا. وسيبحث الكارتل الذي يوفر 40% من الانتاج العالمي للنفط الخام، مجددا حصصه الانتاجية المحددة منذ الاول من كانون الثاني/يناير 2009، ب24,84 مليون برميل في اليوم. واكد وزير النفط الكويتي الشيخ احمد العبدالله الصباح ان لا زيادة انتاجية مطروحة "والجميع موافق على ذلك". إلى ذلك قال وزير النفط الليبي شكري غانم أن قرار الابقاء على حصص الانتاج داخل اوبك في نهاية ديسمبر في اجتماعها المقبل في انغولا، لا يثير "اي اعتراضات" داخل المنظمة. وردد صداه وزير الطاقة والصناعة القطري عبد الله بن حمد العطية بقوله "اعتقد ان اوبك ستقرر الابقاء على مستوياتها الانتاجية وانتظار 2010". وانضم الى هذا الموقف وزير النفط الجزائري شكيب خليل مع انه اعتبر ان الاسعار "منخفضة بعض الشيء" وان هناك كثيرا من النفط في السوق. وتعد الجزائر من فريق "المتشددين" في اوبك الى جانب ايران وفنزويلا في مواجهة دول الخليج التي تحرص اكثر على مراعاة حلفائها الغربيين الذين يخرجون بالكاد من فترة الانكماش، من خلال السعي الى عدم بيع نفطها بأغلى الاسعار. ويبدو أن قرار الابقاء على مستويات الانتاج الحالي شبه مؤكد بالنسبة للوزراء المرتاحين لتحسن الاسعار بسرعة بعد تراجعها الكبير قبل سنة. فبعد ان تدهور سعر البرميل في ديسمبر 2008 الى 32.40 دولارا، تضاعف سعره في غضون بضعة اشهر وتجاوز مجددا الثمانين دولارا في اكتوبر. ويباع حاليا بما بين 75 و80 دولارا للبرميل. أما الخلافات الوحيدة بين ممثلي اوبك فتتعلق بمدى احترام حصص الانتاج. ففي حين التزمت اوبك في بداية السنة بنسبة 80% بقرارها المتخذ في العاصمة الجزائرية لسحب 4,2 ملايين برميل يوميا من السوق، خففت الدول المنتجة من جهودها ولم تتجاوز نسبة احترامها لالتزامها 60%. وبحسب وكالة الطاقة الدولية، فإن الدول الاعضاء ال11 في أوبك الخاضعة لنظام الحصص (باستثناء العراق) انتجت 26,48 مليون برميل في اليوم في شهر نوفمبر متجاوزة سقفها بنحو 1,6 مليون برميل في اليوم. واعتبر النعيمي ان هذا التراخي ليس مدعاة للقلق. كذلك فإن الواقع أن انتاجا لأوبك يزيد قليلا عن الحصص الرسمية، ليس مصدر قلق بالنسبة للنعيمي الذي أكد ان "درجة احترام الحصص جيدة". واضاف "ان السعودية تحترم تماما حصة انتاجها" المحددة بنحو ثمانية ملايين برميل يوميا. لكن الوزيرين الليبي والكويتي لا يشاطرانه هذا الرأي. وقال الوزير الليبي شكري غانم "علينا ان ندعو الى احترام أفضل للحصص، فهناك إفراط في الانتاج" وأوضح الوزير الكويتي "أود ان تحترم الحصص بشكل افضل. فقرارات العام الماضي تحترم بنسبة 60%، وينبغي ان تكون بنسبة 65 أو 70%".