لم تعد ظاهرة تحجير السيارات تقتصر على منطقة “عسير” ولكنها بدأت تنتشر في مناطق أخرى من المملكة كالطائف والباحة والمدينة المنوّرة وأبها، وعلى الرغم من الانتقادات الموّجهة لهذه الهواية تحجير السيارات إلا أنها تظل ظاهرة إيجابية تساهم في إظهار مواهب الشباب والاستفادة من طاقاتهم على نحو لائق وبدون إزعاج الآخرين والتسبب بأذيتهم كما يحدث مع التفحيط. وهواية تحجير السيارات تبدو للكثيرين غايةً في الغرابة، وقد يعتبرها آخرون ضرباً من الجنون، بينما يصّر من يمارسها على تصنيفها ضمن الفنون، وخصوصًا في منطقة “عسير” في المملكة العربية السعودية التي تشتهر بها. وأولى خطوات التحجير هي رفع السيارة بالرافعة التي يتعارف عليها ممارسو هذه الهواية ب”العفريتة”، وقد تستغرق عملية الرفع هذه خمس ساعات بحسب طبيعة الأرض والمكان الذي يتم فيه التحجير. توضع بعد عملية الرفع بعض الصخور تحت دواليب السيارة، ويتم بعد ذلك إنزال المركبة لتستقر على الصخور التي يجري رصّها بأسلوب فني يختلف من شخص لآخر، ومن الممكن أيضاً طلاء الحجارة بالألوان التي تتماشى وتناسب لون هيكل السيارة. ومن الإضافات التي يمكن تنفيذها على السيارات المحجّرة، كتابة العبارات والأبيات الشعرية، وتزيينها بالألعاب أو قطع القماش مثلاً، كما يمكن أن يتعاون أكثر من شخص معاً في تصميم لوحة من السيارات المحجّرة التي تأتي خلف بعضها البعض. وقد يقوم بعض الشباب بإمالة السيارة إلى الخلف أو الأمام، بالإضافة إلى إمكانية تلميع إطارات السيارة وإضافة عدد من الأنوار لإضفاء مزيد من الجاذبية عليها.ومن أشهر مناطق التحجير في عسير متنزه “الحبلة” ومنطقة تنومة التي تكثر فيها المخيمات الشبابية المخصّصة لهذا الغرض. ومناظر السيارات الواقفة فوق أكوام من الصخور لا يعني بأنها أهملت بسبب عيوب في التصنيع، ولكنها أعطبت بإرادة أصحابها الذين يتفننون في مزج هياكلها مع الحجارة الصلبة التي تكثر في هذه المنطقة نظراً لطبيعتها الجبلية.