لم يعد أهالي عسير يستهجنون مشهد السيارات الواقفة على الأحجار التي تنتشر في مواقع سياحية في المنطقة، لكن هذه المشاهد تستوقف السائح كثيرا، ويمكن القول إنها أصبحت جزءا من النسيج السياحي للمنطقة. وفي منتزه الحبلة السياحي في أحد رفيدة يجتمع عشرات الشباب هذه الأيام التي تشهد الموسم السياحي في عسير لممارسة هواية رفع السيارات على الأحجار بشكل غريب ومميز. ويتوقف السياح وزوار المنطقة عند هذه السيارات للاستمتاع بمشاهدها بين أكوام الحجارة والتقاط الصور التذكارية لها مع الشباب من أصحاب هذه الهواية. وتعبر هذه الممارسات عن نمط سلوكي وذاتي وهو ما يؤكده مشرف التوجيه والإرشاد في إدارة التربية والتعليم في منطقة عسير، عضو المجلس البلدي في محافظة أحد رفيدة سعد آل دايل. يقول: إن هذا السلوك إيجابي نوعا ما ويؤدي إلى تحقق مفهوم الذات الاجتماعية والعامة لدى ممارسيها فهي تسهم بدرجة كبيرة في تحقيق التوافق النفسي الذي ينمي الشخصية لديهم. ويستغرق العمل على رفع السيارة وتحجيرها وقتا طويلا يبدأ بجمع الأحجار وطلائها بالألوان ثم رفع السيارة على الرافعات ومن ثم رصف الأحجار تحت السيارة وعلى جوانبها بشكل متقن. ويقول حسين القحطاني«من هواة تحجير السيارات» إن الهدف من هذا العمل هو التسلية وجذب أنظار السياح الذين تكثر زياراتهم إلى متنزه الحبلة السياحي في الصيف، مؤكدا أن الكثير من الزوار يتوقفون بمجرد رؤيتهم للسيارات المحجرة لمشاهدتها والسؤال عن طريقة عمل ذلك، مبدين إعجابهم بهذا العمل. ويقول محمد اليامي: إن هناك من يتوقف لالتقاط الصور التذكارية للسيارة وآخرون يطلبون أن نكون في الصورة. أما علي مشيط فإنه ينوي هو وزملاؤه إعادة الكرة في السنة المقبلة معتبرا هذا العمل نوعا من الترويح عن النفس والتسلية، خلافا لكونه مجالا لإبراز المواهب. ويضيف أن منطقة الحبلة من أجمل الأماكن التي يمكن ممارسة هذه الهواية فيها، وتنتشر فيها حاليا أشكالا متعددة من حركات الاستعراض بالسيارات المعدلة سواء في الجنوط أو الأبواب أو فتحات السقف أو السيارات المهبطة.