بعدما انتشرت هواية التفحيط بشكل كبير في المجتمع السعودي والتي ينتج عنها العديد من المخاطر التي قد تتسبب في فقدان الأرواح والممتلكات، حيث كان الشاب يقود السيارة بسرعة جنونية ويأتي ببعض الحركات بانحراف السيارة ودورانها وغيرها من حركات الهوس بالسيارة مما يعرضهم للخطر، وانتشرت هذه الظاهرة في نهاية كل أسبوع في شوارع معينة في مدن المملكة. أما الآن فبرزت ظاهرة جديدة بين بعض الشباب وهي "تحجير السيارات"، وهي هواية تتسم بالغرابة بعض الشيء، وقد يعتبرها بعض الأشخاص نوعاً من الجنون، بينما يصّر من يمارسها على تصنيفها ضمن الفنون، وعلى الرغم من الانتقادات الموّجهة لها إلا أنها تظل ظاهرة إيجابية تساهم في إظهار مواهب الشباب والاستفادة من طاقاتهم على نحو لائق وبدون إزعاج الآخرين والتسبب بأذيتهم كما يحدث مع التفحيط. ومن أشهر المناطق التي يلجأ إليها الشباب لممارسة هواية التحجير التي دائماً ما يتم ممارستها في فصل الصيف فقط هي منطقة عسير وبالتحديد في منتزه "الحبلة" السياحي ومنطقة تنومة التي تكثر فيها المخيمات الشبابية المخصّصة لهذا الغرض، وأيضاً تكثر فيها الصخور التي يستخدمها الشباب لممارسة هوايتهم نظراً لطبيعة المنطقة الجبلية، كما أصبحت ظاهرة التحجير تنتشر في مناطق أخرى من المملكة كالطائف والباحة والمدينة المنوّرة وأبها. وتهدف هواية التحجير إلى إضفاء المتعة والاحترافية وبث روح التنافسية بين الشباب وإدخال مزيد من الجماليات للسيارات ولكن بشكل آخر وبعيداً عن الإكسسوارات، بالإضافة إلى محاولة جذب أنظار الزوار بإظهار إبداعاتهم وابتكاراتهم وقضاء أوقات ممتعة مع المناظر الخلابة والأمطار. وهذه الهواية تجعل من السيارات أشكالاً عجيبة لدرجة أنه يمكن للناظر إليها أن يتخيل بأنها سيارات تالفة ومهملة لأنهم يضعون السيارة فوق أكوام من الصخور، فضلاً عن أن الشباب ينافسون ويتفننون في مزج هياكلها مع الحجارة الصلبة. وتبدأ خطوات التحجير برفع السيارة بالرافعة التي يتعارف عليها ممارسو هذه الهواية ب"العفريتة"، وقد تستغرق عملية الرفع هذه خمس ساعات بحسب طبيعة الأرض والمكان الذي يتم فيه التحجير، وتوضع بعد عملية الرفع بعض الصخور تحت دواليب السيارة، ويتم بعد ذلك إنزال المركبة لتستقر على الصخور التي يجري رصّها بأسلوب فني يختلف من شخص لآخر، ومن الممكن أيضاً طلاء الحجارة بالألوان التي تتماشى وتناسب لون هيكل السيارة. ومن الإضافات التي يمكن تنفيذها على السيارات المحجّرة، كتابة العبارات والأبيات الشعرية، وتزيينها بالألعاب أو قطع القماش مثلاً، كما يمكن أن يتعاون أكثر من شخص معاً في تصميم لوحة من السيارات المحجّرة التي تأتي خلف بعضها البعض. وقد يقوم بعض الشباب بإمالة السيارة إلى الخلف أو الأمام، بالإضافة إلى إمكانية تلميع إطارات السيارة وإضافة عدد من الأنوار لإضفاء مزيد من الجاذبية عليها، ويستخدم الشباب بعض من الوقت الطويل الذي قد يستغرق من 4 إلى 7 ساعات، وقد يمتد في بعض الأحيان إلى 10 ساعات حسب حجم السيارة وعدد الأشخاص المشاركين في الهواية. وأخيراً طالب عدد من الشباب بضم هذه الفعالية ضمن مهرجان «أبها يجمعنا» وأن تلقى الدعم من خلال مسابقة واختيار أجمل سيارة محجرة وأسرع وقت في تحجير السيارات على المستوى الفردي والجماعي.