رصدت سلطات جمارك عدد من الدول مستويات غير عادية من الإشعاعات النووية في بعض السيارات المستوردة من اليابان، فيما عززت هذه الدول مراقبتها على الواردات اليابانية، ومن بينها البلدان الخليجية، للتأكد من خلو السيارات من التلوث الإشعاعي تجنباً لكارثة صحية حقيقية. واشترطت العديد من البلدان الأوروبية بإرجاع كافة السيارات اليابانية إلى مصدرها في حال وجود مستويات غير مقبولة من الإشعاعات، حث تزايدت المخاوف الأوروبية من السيارات الملوثة بالإشعاع النووي رغم أن غالبية مصانع السيارات تقع على بعد مئات الأميال من منطقة الكارثة الفعلية، إذ يرى المراقبون أن بعض المكونات وقطع الغيار للسيارات الأوروبية يتم استيرادها من اليابان، مشددين على تشديد الفحوص بعد كشف روسيا عن إشعاعات نووية تفوق 6 مرات المعدلات العادية المسموح بها. وسارعت الشركات اليابانية إلى النفي بشكل قاطع أن تكون السيارات التي ضبطتها السلطات الروسية جديدة بل مستعملة لم يتم تصديرها عبر الشركات المصنعة. وقالت شركة “مازدا” اليابانية في تقرير نشرته العربية إن “كافة السيارات التي تخرج إلى السوقين المحلي أو الخارجي يتم التحقق من خلوها من الإشعاع، ويتم تسليم الموردين وثائق تثبت ذلك”. وأكدت “هوندا” أنها لا تملك مصانع لها أو لمزويدها بقطع الغيار في المنطقة المحيطة بمحطة فوكوشيما للطاقة النووية والتي تمتد على 30 كيلومتراً. وأعلنت الرابطة اليابانية لصناعة السيارات إن كافة مصانع التجميع الحالية خارج نطاق التعرض لمستويات مرتفعة من الإشعاعات، مؤكدة أن “جميع المصانع المتواجدة في المنطقة المنكوبة توقف فيها الإنتاج بشكل نهائي”. وباشر مصنعو السيارات اليابانية في تنظيم حملات لطمأنة زبائنهم الأوروبيين من عدم وجود أي إمكانية لتلوث السيارات اليابانية بالإشعاعات. فقد أوضحت “نيسان” أن “4% فقط من مركباتها في السوق الأوروبية يتم تصنيعها في اليابان، والباقي يتم انتاجه في مصانع الشركة في بريطانيا وأسبانيا والهند. وأكدت “ميتسوبيشي” و”سوزوكي” أن جميع مكونات سياراتهما المصنعة في اليابان تخضع لاختبارات عالية الدقة للتأكد من خلوها من الإشعاعات. وأكدت جمارك دبي أنها اتخذت أخيراً تدابير وقائية تقضي بإخضاع كافة المنتجات والبضائع الواردة من اليابان – بما فيها السيارات – لفحص دقيق تحسباً لوجود تلوث إشعاعي جراء الأزمة النووية في محطة فوكوشيما، وأوضحت أنه في ميناء جبل علي، حيث تصل السيارات الواردة من اليابان، يتم فحص هذه السيارات بواسطة جهاز IP6500 الذي يعتبر من أحدث الأنظمة المتكاملة في العالم للمسح الإشعاعي للشاحنات والحاويات ومحتوياتها ويستطيع كشف الأشعة السينية وأشعة جاما وأشعة نيوترون، وكإجراء وقائي فإن جميع الحاويات والشحنات القادمة من اليابان يتم تمريرها على هذا الجهاز المتقدم للتأكد من خلوها من المواد المشعة، وما يعنيه ذلك من تسريع في إجراءات الفحص والتفتيش كخدمة متميزة من جمارك دبي لعملائها. ووفقاً ، وكلاء نيسان وانفينيتي في دبيوالإمارات الشمالية، ميشال عياط فإن شركة “نيسان” تجري مسحاً إشعاعياً لأجزاء السيارات قبل شحنها للإمارات والخليج من أجل طمأنه عملائها وأكد الرئيس التنفيذي لشركة العربية للسيارات أن جميع سيارات “نيسان” المستوردة منذ التسرب الإشعاعي في مفاعل فوكوشيما آمنة تماماً ولا تحتوي على أي إشعاع ضار، لافتاً إلى أن كل سيارة تخضع للفحص قبل تصديرها، عدا أن الإمارات تقوم بمسح لكافة السيارات اليابانية. وكانت “نيسان” قد أعلنت في وقت سابق أن كل السيارات التي أجري لها مسح ستحمل في الركن الأيمن السفلي من حاجز الرياح عبارة “تم التأكد من عدم وجود إشعاع” إذا كانت مستويات الإشعاع أقل من 0.2 ميللي سيفيرتس.