ارتفعت حدة الرقابة على الصادرات اليابانية في العالم، مع التحذيرات التي تطلقها السلطات اليابانية بارتفاع نسبة الإشعاعات في البلاد، خصوصاً مع وصولها إلى العاصمة طوكيو، في الوقت الذي أكدت فيه الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية استعدادها للأمر وقيامها بفحص جميع الأغذية الواردة من اليابان للتأكد من سلامتها وعدم تعرّضها للتلوّث الإشعاعي. وأكد المتحدث باسم الجمارك السعودية المدير العام لإدارة العلاقات العامة عبدالله الخربوش إلى «الحياة» أن الجمارك لديها الاستعدادات اللازمة لإجراء الفحوصات على السلع القادمة من اليابان، مشيراً إلى أنه لم تصل إلى موانئ المملكة أو مطاراتها والمنافذ الحدودية بضائع قادمة من اليابان منذ كارثة الزلزال، وانفجار المفاعلات النووية. وأوضح أن الجمارك السعودية اتخذت إجراءات مشددة من خلال فروعها في المنافذ (البرية، الجوية، البحرية) في عملية التفتيش والفحص الدقيقين لكل البضائع التي ترد من اليابان للتأكد من خلوها من المواد المشعّة، وتطبيق الإجراءات التي تضمن تحقيق شروط ومتطلبات السلامة لتلك البضائع من خلال فحصها بواسطة أنظمة الفحص بالأشعة المتوافرة في جميع المنافذ الجمركية من دون استثناء. يذكر أن منظمة الصحة العالمية قالت في وقت سابق «إن تلوث بعض الأغذية في اليابان من جراء التعرّض للإشعاع مسألة تبدو أكثر خطورة مما كان متوقعاً في بادئ الأمر»، في ظل اكتشاف حكومة اليابان أن عدداً من المنتجات الغذائية من المنطقة المنكوبة بالزلزال تعرّض للتلوث الإشعاعي، لذلك اتخذت دول عدة الاحتياطات والخطوات لضمان أن الأغذية المستوردة من اليابان غير ملوثة بالإشعاع الذى تسرّب من محطة الطاقة النووية اليابانية. وأضاف الخربوش أنها أدرجت اختبار الخلو من المواد المشعة ضمن متطلبات شهادة المطابقة للبضائع الواردة من اليابان، وذلك بحسب المعلومات المتوافرة من الشركات المصدرة لشهادات المطابقة. وكانت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية، دعت المواطنين، في بيان أصدرته الأسبوع قبل الماضي، إلى الاطمئنان تجاه الأغذية المستوردة من اليابان قبل تاريخ حادثة الزلزال التي أدت إلى التلوث الإشعاعي، مؤكدة أنها تتابع تطوّرات تلوث الأغذية اليابانية بالإشعاعات النووية. وقالت إنها «قامت بفحص جميع الأغذية الواردة من اليابان بعد التأكد من سلامتها وعدم تعرّضها للتلوث الإشعاعي». وشددت على حرصها على «عدم دخول الأغذية المستوردة الملوثة بأية ملوثات، سواء إشعاعية أم غيرها، مع التأكيد على أن وضع الغذاء المستورد مطمئن». وأشارت تقارير يابانية إلى العثور على نسبة مرتفعة من الإشعاعات في كميات من الحليب الخام المنتج في محافظة فوكوشيما (Fukushima) والسبانخ والبصل الأخضر المنتج في محافظة اباراكي (Ibaraki) وبقايا اليود المشع والسيزيوم في إمدادات المياه في طوكيو وضواحيها. فيما أكدت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو) أن نسبة الإشعاع في المياه الجوفية الواقعة أسفل محطة فوكوشيما داييتشي النووية، تجاوزت المستوى المسموح به بعشرة آلاف ضعف، مشيرة إلى أن الفنيين في المحطة المتضررة لاحظوا وجود مياه تحوي كمية عالية من الإشعاع تتسرّب من بئر متصدعة إلى مياه المحيط وتبلغ درجة إشعاعيتها ألف ملسيفر في الساعة. في الوقت الذي تدرس فيه الحكومة اليابانية إذا كان من الممكن حفظ المياه الملوثة بمستويات مرتفعة من المواد الإشعاعية بمحطة فوكوشيما في منصة معدنية عائمة ضخمة أو في سفن حربية أميركية. إذ تم رش مفاعلات المحطة المتضررة بآلاف الأطنان من المياه لخفض حرارتها إلى ما دون نقطة الانصهار. ونتيجة لذلك، تسرّبت كميات كبيرة من المياه الملوثة إلى السراديب تحت الأرضية ومنها إلى المحيط الهادئ.