شددت مصلحة الجمارك السعودية من خلال فروعها بالمنافذ البرية، والجوية، والبحرية عملية التفتيش والفحص الدقيقين لجميع البضائع الواردة من اليابان للتأكد من خلوها من المواد المشعة، وتطبيق الإجراءات التي تضمن تحقيق شروط ومتطلبات السلامة لتلك البضائع، وفحصها بواسطة أنظمة الفحص بالأشعة المتوفرة في المنافذ الجمركية، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة درءاً للمخاطر، وحفاظاً على السلامة العامة. وأوضح المتحدث باسم الجمارك السعودية عبد الله الخربوش أمس أنه يتم التأكد من المعلومات المتوفرة من الشركات المصدرة لشهادات المطابقة بإدراج اختبار الخلو من المواد المشعة ضمن متطلبات شهادة المطابقة للبضائع الواردة من اليابان. وأشار إلى أن وزارة التجارة والصناعة قد أبلغت الأسبوع الماضي كافة مختبراتها العاملة في المنافذ الحدودية بأهمية إجراء المسح الإشعاعي على جميع السلع الاستهلاكية المستوردة من اليابان. كما خاطبت لهذا الغرض مجلس الغرف السعودية للتعميم على جميع المستوردين للسلع الاستهلاكية بضرورة إجراء اختبارات لفحص السلع الاستهلاكية المستوردة من اليابان للتأكد من خلوها من أي تلوث إشعاعي, مشددة على الشركات المانحة لشهادات المطابقة لتلك السلع بأهمية اتخاذ مثل هذا الإجراء قبل منح شهادات المطابقة. جاء ذلك بعد الزلزال المدمر الذي أصاب شمال اليابان في 11 مارس الجاري بقوة 9 درجات، وأعقبه تسونامي بلغت حصيلة ضحاياه 24 ألف قتيل ومفقود، وبلغ عدد القتلى المؤكدين 9408 أشخاص بحسب الشرطة المحلية. وضرب زلزال جديد بقوة 6 درجات صباح أمس الساحل الشمالي الشرقي لليابان، وأفادت وكالة كيودو اليابانية للأنباء بأنه لم يصدر تحذير من حدوث تسونامي عقب الزلزال الجديد. وفي محطة فوكوشيما النووية يواصل عشرات الفنيين والجنود ورجال الإطفاء العمل لتبريد المفاعلات، على الرغم من المستوى الخطير للإشعاعات، من أجل منع انصهار الوقود الذي يمكن أن يؤدي إلى كارثة نووية. وفي منطقة فوكوشيما حيث تقع المحطة النووية رصد مستوى غير طبيعي من المواد الإشعاعية في الحليب الطازج و11 نوعا من الخضار، وكذلك الأمر في ثلاث مناطق مجاورة. وأمر رئيس الحكومة اليابانية ناوتو كان بمنع استهلاك وبيع المنتجات القادمة من المناطق القريبة من المحطة، وخصوصا السبانخ والملفوف والقرنبيط والبروكولي. ومع ذلك أكد الناطق باسم الحكومة يوكيو ايدانو أن "تناول هذه الخضار لا يؤثر على الصحة". وستوسع الاختبارات على المنتجات الغذائية لتشمل عشر مناطق أخرى حول محطة فوكوشيما يقع بعضها قرب طوكيو وسكانها البالغ عددهم 35 مليون نسمة. وكثفت وزارة الصحة أول من أمس عمليات مراقبة الأسماك والرخويات التي يتم صيدها على امتداد السواحل بعد رصد مواد إشعاعية في مياه البحر قرب المحطة. والقلق الذي يبدو واضحا على المستهلكين اليابانيين الحريصين جدا على أمنهم الغذائي، انتقل إلى الخارج حيث قررت عدة دول تعزيز عمليات المراقبة أو وقف استيراد منتجات المواد الغذائية اليابانية.