سيرت أول رحلة تجارية خلال عقدين بين إثيوبيا وإريتريا، اليوم الأربعاء، وتربط بين أديس أبابا وأسمرة في ما يشكل مرحلة جديدة للمصالحة التاريخية بين البلدين العدوين السابقين في القرن الأفريقي. وذكرت شرطة الطيران الإثيوبية أن رحلتها رقم 312 إلى أسمرة أقلعت من مطار أديس ابابا الدولي بعد حفل لفتح مرحلة جديدة لتطبيع العلاقات التي أطلقت قبل ستة أسابيع فقط. وقال المدير العام للشركة تيولدي جبري مريم "يمثل هذا اليوم حدثا فريدا في تاريخ إثيوبيا وإريتريا". بسبب الطلب الكبير اضافت شركة الطيران الإثيوبية رحلة اخرى بعد 15 دقيقة من الرحلة الاولى باتجاه اريتريا. وأضاف "تسيير رحلتين متعاقبتين يظهر حماسة الناس". وقال مراسل لفرانس برس استقل الرحلة الثانية ان الشامبانيا قدمت الى المسافرين من كل الدرجات وانه تم توزيع ورود بعيد الإقلاع. وكانت إريتريا تشكل الجزء الساحلي من اثيوبيا بمرفأيها عصب ومصوع قبل أن تعلن استقلالها في العام 1993 إثر طرد القوات الاثيوبية من اراضيها في 1991. وادى خلاف حول ترسيم الحدود الى نشوب حرب بينهما استمرت من 1998 الى عام 2000 وادت الى مقتل 80 الف شخص قبل ان يتحول النزاع بينهما الى حرب باردة. الشهر الماضي احدث رئيس الوزراء الاثيوبي الجديد الاصلاحي ابيي احمد مفاجأة باعلانه قبول تسوية للنزاع الحدودي العائد الى 2002. قبل اسبوعين قام بزيارة رسمية الى اسمرة حيث وقع مع الرئيس الاريتري اسياس افورقي اعلانا انهى رسميا حالة حرب مستمرة منذ 20 عاما. كان استئناف العلاقات الجوية مرتقبا الاربعاء بين تدابير التطبيع بين العدوين السابقين. وأعلنت شركة الطيران الاثيوبية انها تريد تامين في مرحلة اولى رحلة يومية ذهابا وايابا بين اديس ابابا واسمرة. وقال مدير عام الشركة "بسبب الطلب الذي نسجله اعتقد اننا سنزيد الرحلات اليومية الى اثنتين او ثلاثة وحتى اكثر". واضاف ان فتح المجال الجوي الاريتري امام شركة الطيران الاثيوبية سيترجم برحلات افضل مع الشرق الاوسط. وبين الركاب على رحلة الافتتاح رئيس الوزراء الاثيوبي السابق هايلي مريم ديسالين الذي أدت استقالته في فبراير الى فتح المجال امام سلسلة تقلبات في سياسة اثيوبيا وبشكل اوسع في القرن الافريقي في عهد خلفه. وقال بشأن عملية السلام مع اريتريا "كنت اعلم ان ذلك سيحصل يوما ما". وابيي الذي يوصف بانه "رجل على عجلة من امره" ضابط سابق ووزير سابق في ال42 قام بتحرير قسم من اقتصاد بلاده والافراج عن المنشقين قبل ان يطلق عملية تطبيع علاقات مع اريتريا. واستقبل التقارب جيدا في اثيوبيا حيث ستقاسم السكان علاقات ثقافية وثيقة مع الاريتريين وحيث انفصلت اسر عن اقاربها في الجانب الاخر من الحدود. وستترجم العملية ايضا بدينامية اقتصادية للبلدين ما اعاد فتح منفذ على البحر لاثيوبيا عبر الموانىء الاريترية. واثيوبيا دولة تشهد نموا كبيرا وعليها اليوم القيام بنشاطاتها التجارية عبر موانىء جيبوتي. وتحسين العلاقات الثنائية حرك الامل لحصول تغييرات ايضا في اريتريا حيث احدى الانظمة الاشد اغلاقا في العالم. واستغل الرئيس اسياس التوتر مع البلد المجاور لتبرير سياسة قمعية وفرض خدمة عسكرية غير محددة. وادى الاجراء الى هجرة مئات آلاف الشباب الاريتري.