خرجت تظاهرات عديدة في قلب طهران، مساء الأحد، في اليوم الخامس على التوالي للاحتجاجات التي تشهدها إيران ضد فساد النظام وغلاء الأسعار، وتحدثت وسائل إعلام رسمية عن سقوط 12 قتيلا في هذه الاحتجاجات وأحرق المتظاهرون مقرا للباسيج في مدينة قهدريجان في تصعيد هو الأهم منذ اندلاع الإحتجاجات على نظام الملالي كما أحرق متظاهرون في طهران صورة المرشد مرددين شعارات الموت للديكتاتور. واندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن الإيرانية ومتظاهرين في مدينة بيرجند قبل قليل في محاولة لقوات النظام لقمع المتظاهرين والمحتجين على غلاء الأسعار وممارسات نظام الملالي التي تمثل إرهاب الدولة. واعترف التلفزيون الإيراني الرسمي إن ما لا يقل على 12 شخصا قتلوا في الاحتجاجات خلال يومي الأحد والسبت، فيما ذكرت تقارير إعلامية أخرى اعتقال السلطات لنحو 600 شخص. وأضاف التلفزيون أن "بعض المتظاهرين المسلحين حاولوا السيطرة على بعض مراكز الشرطة وقواعد الجيش ولكنهم واجهوا مقاومة شرسة من قبل قوات الأمن"، ولم يوضح التلفزيون أين وقعت تلك الهجمات ونقلت وكالة "فرانس برس" عن وسائل إعلام إيرانية خروج مجموعات من المتظاهرين التي رددت هتافات مناهضة للنظام. ونشرت وسائل إعلام محلية مثل وكالة أنباء "فارس" المقربة من المحافظين صورا لسيارات محترقة، وسط تقارير عن تواجد مكثف للشرطة في الشارع. وصدرت بيانات لا تحمل توقيعا نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وتحث الإيرانيين على التظاهر مجددا في العاصمة طهران و5 مدينة في عموم البلاد. وبدأت شرارة التظاهرات في إيران الخميس الماضي، عندما خرج المئات في تظاهرة بمدينة مشهد شمال شرقي إيران، احتجاجا على تدهور أوضاعهم الاقتصادية وغلاء الأسعار والفساد. وارتفعت مع مرور الوقت شعارات المحتجين التي بدأت اقتصادية وأصبحت سياسية، فطالبوا بتنحي المرشد علي خامنئي ومزقوا صور قائد فيلق القدس قاسم سليماني، ووصفوا حكومة طهران باللصوص. وقابلت السلطات الاحتجاجات بالقمع المفرط والصاق التهم من "العمالة للخارج، وفي مسعى منها لمنع تجمع تظاهرات جديدة، حجبت السلطات الإيرانية تطبيقي "انستغرام" و"تليغرام" اللذين يستخدمهما نشطاء لتنظيم احتجاجاتهم. وأقر الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن هناك غضبا من قبل العامة إزاء الاقتصاد الإيراني المتداعي، على الرغم من أنه وآخرين حذروا من أن الحكومة لن تتردد في التصدي لمن تعتبرهم "خارجين عن القانون"، لكن الاحتجاجات استمرت رغم ذلك وهذه أجرأ احتجاجات تواجه السلطات الدينية المسيطرة في إيران منذ عام 2009 التي شهدت تزويرا لنتائج الانتخابات لصالح الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد، ودامت تلك الاحتجاجات عدة الأشهر قبل تخمدها قوات الأمن بالقوة. ويؤجج التدخل إيران في شؤون الدول العربية المجاورة غضب الإيرانيين الذين يرغبون بأن يوفر قادتهم الوظائف عوضا عن خوض الحروب.