شددت مريم رجوي، زعيمة المعارضة الإيرانية، على أن الشعب الإيراني مصمم على إسقاط "نظام الإرهاب"، مع اندلاع احتجاجات في عدة مدن ضد تردي الأوضاع الاقتصادية، فيما أعلن نائب محافظ طهران، علي أصغر ناصربخت، اليوم، أن السلطات الإيرانية اعتقلت 200 متظاهر في طهران السبت، بينهم "40 من قادة التظاهرات غير القانونية"، حسب تعبيره. وقالت رجوي في تغريدات لها على موقع "تويتر"، اليوم، إن "إنزال صور خامنئي القبيحة في أرجاء البلاد يبين الإرادة الراسخة للشعب الإيراني لإسقاط نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران". وتابعت: "المنتفضون الشامخون الذين أريقت دماؤهم برصاص قوات الحرس، هم شهداء طريق الحرية للشعب الإيراني. أعزي عوائل الشهداء والمواطنين في مدينة درود ومحافظة لرستان البطلة"، في إشارة إلى سقوط عدد من القتلى في الاحتجاجات. وعلى صعيد آخر، أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، الأحد، أن السلطات حجبت بشكل مؤقت تطبيقي التواصل الاجتماعي "إنستغرام" و"تلغرام"، بهدف "الحفاظ على السلام"، وسط مظاهرات تضرب مدن البلاد منذ أيام. وفي وقت سابق، قالت وسائل إعلام محلية إن التطبيقين تعذر استخدامهما عبر الهواتف المحمولة داخل البلاد، بعد ظهر الأحد. فيما أكد رئيس مجلس إدارة شركة "تلغرام"، بافيل دوروف، المعلومات بشأن الحجب، وقال في تغريدة إن "السلطات الإيرانية تمنع الدخول إلى تلغرام على أكثرية الإيرانيين بعد رفضنا علنا إغلاق قناة (صداى مردم) وغيرها من القنوات التي تحتج سلميا". وحلت "صداى مردم" محل قناة "آمد نيوز" التي تشكل إحدى أضخم قنوات المعارضة الإيرانية على "تلغرام"، وتعد أكثر من 1.3 مليون متابع، وأزيلت بطلب من الحكومة، أمس السبت. بينما تستمر محاولات الحكومة الإيرانية لقمع الاحتجاجات التي ضربت البلاد مدنا عديدة الأيام الماضية، اعتراضا على تردي الأوضاع الاقتصادية، بالتضييق على وسائل الإعلام. وتتهم السلطات الإيرانية مجموعات "معادية للثورة"، حسب وصفها، في الخارج، باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، لا سيما تطبيق "تلغرام"، للتحريض على العنف أثناء التظاهرات. ودوليا، غرّد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم، مجددا بشأن الاحتجاجات المندلعة في إيران تنديدا بالفساد وغلاء الأسعار. وقال ترامب عبر تويتر :"أخيرا فطن الإيرانيون إلى أن أموالهم تسرق وتبدد على الإرهاب. يبدو أنهم لن يتحملوا هذا الوضع لمدة أطول. الولاياتالمتحدة تراقب الوضع عن كثب، لتسجيل انتهاكات حقوق الإنسان". ويأتي تعليق الرئيس الأميركي في الوقت الذي تتسع فيه رقعة الاحتجاجات في إيران فأكثر فأكر إذ وصلت في يومها الرابع إلى أكثر من 40 مدينة إيرانية، وفق معلومات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. واستخدمت قوات الأمن القوة المفرطة في مواجهة المحتجين وقتلت اثنين منهم غربي البلاد، وأوقعت عشرات الجرحى واعتقلت عشرات آخرين، بعدما اعتبرت الحكومة التظاهرات تجمعات غير شرعية. وكان ترامب غرّد، السبت، بشأن احتجاجات الإيرانيين قائلا إن"الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد وسيأتي اليوم عندما يواجه الشعب الإيراني خياراته". أما السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة، نيكي هايلي، فوصفت ما يجري في إيران أنه اختبار من الشعب للسلطات، وذلك بعد ثلاثة أيام من التظاهرات الاحتجاجية ضد الحكومة والأوضاع الاقتصادية. وقالت هايلي، في بيان لها صدر اليوم الاحد، إن: "الشعب الإيراني المقموع منذ وقت طويل يرفع الآن صوته"، معربة عن أملها بأن تُحترم الحرية وحقوق الإنسان في هذا البلد. وأضافت هايلي: "نرفع الأماني والصلوات، من أجل الملايين الذين يعانون من الحكومات القمعية في كوريا الشمالية، وفنزويلا، وكوبا، وخاصة إيران".