نشرت مجلة بوليتيكو تقريراً لكشف الحقائق ذات الصلة بصدقية تصريحات ترامب وكلينتون. وتقول المجلة: «مع نهاية أغسطس ظهر ترامب الجديد، الذي واصل الاستعانة بالرسائل وجهاز التلقين TELEPROMPTER والتركيز على السياسة تحت إشراف ثالث إدارة لحملته الانتخابية منذ انطلاقتها. وقد استمر ذلك قرابة الشهر وبعد أن كذب في 16 سبتمبر بأنه لم يكن وراء حملة التشكيك بمكان ولادة الرئيس باراك اوباما لتقويض شرعيته، قررت بوليتيكو POLITICO قضاء أسبوع لكشف الحقائق ذات الصلة بترامب، وفعلنا الشيء ذاته مع كلينتون». وتضيف: «أخضعنا كل البيانات والتصريحات الصادرة من المرشحيْن الرئاسييْن، سواء في خطاباتهما أو المقابلات التي أجريت مع كل منهما أو تغريداتهما على تويتر، للفحص على يد فريق البحث والتحري الدقيق للمجلة، فكانت النتيجة الحتمية أن ترامب أساء التعاطي مع الحقائق وجنح نحو المبالغات بشكل يفوق كلينتون بدرجات». وعلى الرغم من أن بعض تصريحاته اتسمت بالجرأة حول دوره في التشكيك بجنسية اوباما، بيد أن الحقيقة جانبته، ووفقاً لتحليل المجلة، أطلق ترامب كذبة كل ثلاث دقائق و15 ثانية خلال كل خمس ساعات من التصريحات، اي انه يدلي ب87 تصريحا كاذباً، خاطئاً كل خمسة ايام. وتتراوح أكاذيب ترامب بين التصريحات الخاطئة، فهو يكرر الزعم «الزائف» بأنه عارض الحرب على العراق قبل أن تبدأ، وكثيرا ما ناقض ترامب سياسته الخاصة بتوفير الرعاية الصحية للفقراء، وبالغ في حجم الهدر المالي بين حملته وحملة كلينتون، وبالغ في حجم انتصاراته أثناء الانتخابات الأولية ، وفي أرقام تقدمه على منافسته في استطلاعات الرأي. ولكن هيلاري ليست مثالا يُحتذى في الصدق كذلك، فتزويرها للحقائق أقل، لكنها تميل إلى كشف تجاوزات ارتكبتها وتتعلق بحياتها العامة أكثر مما تتعلق بالقضايا السياسية، مثل تعاطيها مع المعلومات السرية خلال توليها وزارة الخارجية واخفاء المعلومات عن صحتها في الآونة الأخيرة. ومن المؤكد أن السبب في أن ترامب يكذب أكثر (من كلينتون) يعود – ببساطة – إلى حقيقة أنه يتحدث أكثر! لكن هذا لا يبرر التناقضات في مواقفه. وبينما لم تتحدث كلينتون لأكثر من نصف فترة أحاديث ترامب، إلا انه بعملية حسابية بسيطة، يتبين أن ترامب سيفوق كلينتون كذبا بأربعة أضعاف، حتى لو استغرقت من الوقت في تصريحاتها ما استغرقه المرشح الجمهوري.