تراجع مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب، أول من أمس، عن تصريحاته المتكررة التي وصف فيها الرئيس باراك أوباما والمرشحة الديمقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون بأنهما مؤسسا تنظيم داعش، قائلا إنها كانت من قبيل "التهكم". وكان ترامب قد اطلق هذا الوصف، أثناء حملته في فلوريدا يومي الأربعاء والخميس الماضيين دون استناد إلى حقائق، وقال ترامب في تصريحات إعلامية "كنت أتحدث بشكل تهكمي"، في إشارة إلى قوله في وقت سابق "أوباما مؤسس تنظيم داعش، وإنه لعب دورا كبيرا يستحق عليه جائزة، وكذلك كلينتون تستحق نفس الجائزة". وذكر ترامب في تعليق كتبه على موقع تويتر بأنه "تم أخذ وصفي للرئيس أوباما وكلينتون كمؤسسين لداعش بجدية. ألا يفهمان السخرية؟". على صعيد آخر، أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" ومحطة "إن.بي.سي نيوز" التلفزيونية وشركة "ماريست"، أن الدعم لترامب يتراجع بين الناخبين في ثلاث ولايات رئيسية بالسباق الرئاسي. وأظهر الاستطلاع أن كلينتون تزيد من هامش تقدمها في ولايات كولورادو وفرجينيا ونورث كارولاينا وتحتفظ بوضع أفضل من ترامب في ولاية فوريدا. في الأثناء، انتقد الكاتب يوجين روبنسون النهج الذي يسلكه ترامب في الانتخابات الرئاسية، وقال إن ترامب اتهم أيضا كلا من الرئيس الأميركي باراك أوباما بتأسيس تنظيم داعش، وذلك بالاشتراك مع هيلاري كلينتون. وقال إنه يتسبب في تحقير الديمقراطية الأميركية. وأضاق أن ترامب يحرض على العنف في البلاد، وأنه صرح أن بإمكان محبي حمل السلاح في الولاياتالمتحدة اتخاذ خطوات ضد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون تحول دون فوزها بانتخابات الرئاسة. وأشار روبنسون إلى أن ترامب يؤجج بتصريحاته مشاعر الغضب والاستياء في الأوساط الأميركية، وقال إنه ينبغي على الجمهوريين الذين يدعمونه مراجعة أنفسهم، وأضاف أن التاريخ لن يرحم من يحاولون تمكينه من الوصول إلى سدة الحكم في الولاياتالمتحدة. وقال "يبدو أن ترامب غير مكتف بتدمير الحزب الجمهوري، بل يحاول ضرب ما تبقى من النظام السياسي الأميركي وإسقاطه بالكامل". بدوره، دعا الكاتب كورت ريتشينوولد في مقال بمجلة "نيوزويك" الجمهوريين إلى عدم انتخاب ترامب، وقال إن عدم انتخابه يعتبر السبيل الوحيد لإنقاذ الحزب الجمهوري وإنقاذ الأمة الأميركية برمتها.