يتوقع أن تحطم المناظرة التلفزيونية الأولى بين المرشحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب الأرقام القياسية الإثنين المقبل، مع اشتداد المنافسة بينهما واقتراب نسب الاستطلاعات قبل ستة أسابيع ونصف على موعد التصويت في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وقالت حملة كلينتون إن المرشحة بدأت الاستعداد للمناظرة عبر التدرب على مواجهة شخصيتين متناقضتين لترامب. الأولى منضبطة وغير عشوائية في التصريحات والهجوم، والثانية تهاجم يميناً ويساراً وتتطابق مع تصرف ترامب في المناظرات الجمهورية خلال الانتخابات التمهيدية. ونصح ديموقراطيون كلينتون بألا تقاطع المرشح الجمهوري في حال أخطأ العبارة أو بدأ الحديث بشكل عفوي، وقال هؤلاء بحسب صحيفة «بوليتيكو» إن «وزيرة الخارجية السابقة يجب أن ترمي له حبل المشنقة». وهزأ ترامب من تفرغ كلينتون للتدرب على المناظرة، وكتب على «تويتر»: نامي بسلام يا هيلاري، أراك الإثنين»، لكنه يحاول أيضاً تعلم فنون المواجهة التلفزيونية الأكبر له والتي لم يتوقعها كثيرون. وتساعد ترامب في التدرب ولعب دور كلينتون النجمة الإعلامية للجمهوريين لورا إنغراهام. وتتوقع شبكات التلفزيون الأميركية أن تكسر المناظرة التي ستستضيفها محطة أن بي سي» من جامعة هولستر بنيويورك، أرقاماً قياسية للمشاهدين، والتي كانت وصلت إلى 46 مليوناً خلال مناظرة الرئيس باراك أوباما ومنافسه ميت رومني عام 2012. وفيما تقدم ترامب للمرة الأولى في نيفادا بثلاث نقاط، تحاول حملة كلينتون تجييش القاعدة الليبرالية وأصوات الشبان الذين ترجح الاستطلاعات تصويتهم بنسبة غير كافية لها هي 36 في المئة، في مقابل 26 في المئة لترامب و16 في المئة لمرشح التيار الليبرتاري غاري جونسون. ولن يشارك جونسون في المناظرة لأنه لم يبلغ معدل 15 في المئة من الأصوات في الاستطلاعات، وهو الأدنى لهذه المشاركة. لكن كلينتون تحاول قطع الطريق عنه لدى الشباب الذين كانوا صوتوا بأعداد هائلة لأوباما في 2008 و2012. ويساعدها في ذلك دعم نجوم اليسار السيناتورين إليزابيت وارن وبيرني ساندرز، ومشاركتهما في ندوات جامعية وتجمعات شبابية في أوهايو ونيو هامبشير. ونقل موقع «بوليتيكو» أن الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش الابن سيُصوت لكلينتون وليس لترامب، كما انتقدت زوجته بربارة خطاب ترامب. بدوره يحاول المرشح الجمهوري مد جسور مع الأقلية الأفريقية الأميركية، صاحبة الصوت الحاسم في ولايات الجنوب وفلوريدا حيث يتخلف عن كلينتون ب5 نقاط. وهو شبه أول من أمس أوضاعهم بأنها «في الحضيض»، مضيفاً: «بعض أحياء مدن أميركا أسوأ من أفغانستان». لكن انتقادات ترامب المتكررة لأوباما، أول رئيس أفريقي للولايات المتحدة، وتشكيكه سابقاً في مكان ولادته أدت الى تراجعه في شكل كبير أمام كلينتون في أوساط الأقلية.