كشفت وسائل الإعلام الإيرانية تفاصيل جديدة تحمل طهران مسؤولية الاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية جاء بعد أيام من إعلان طهران مقاطعة موسم الحج هذا العام من جانب واحد. وذكر المستشار الثقافي للرئيس الإيراني٬ أن الحكومة تنوي إقالة عدد آخر من المسؤولين الأمنيين على خلفية تلك الاعتداءات٬ بسبب الإهمال٬ مشيرًا إلى أن القرار صدر لكن ينتظر الزمن المناسب لتنفيذه. واعترف آخر سفير إيراني لدى السعودية قبل قطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران٬ حسين صادقي، في حوار نشرته وكالة أنباء «إيرنا» بأن الدوافع كانت «طائفية»٬ مشيرًا إلى وجود «تقصير» من القوات الأمنية للقيام بواجبها تجاه الأمر٬ على الرغم من طلب السفارة الإيرانية في السعودية من طهران ضمان أمن السفارة. وانتقد صادقي، ضمنًا، الروايات التي تناقلتها وسائل إعلام إيرانية حول «معاملة سيئة» مع الوفد الدبلوماسي الإيراني قبل مغادرته الرياض واصفًا إياها بالافتراضات. وتابع صادقي أن الإيرانيين ينظرون إلى السعودية من جوانب يودون رؤيتها، وليس من زوايا واقعية. وكشف السفير الإيراني عن ملابسات طرد البعثة الدبلوماسية الإيرانية بعد الاعتداء على مقر البعثات الدبلوماسية في طهران ومشهد٬ كما تناول أوضاع البلدين في ظل الأوضاع الإقليمية الراهنة، وشدد على ضرورة «التعامل» بين البلدين. كذلك٬ نفى السفير الإيراني السابق لدى السعودية٬ صحة ما تردد حول رفض السعودية دخول طائرة إيرانية إلى أراضيها لنقل الدبلوماسيين الإيرانيين بعد طردهم. وفي حين أرسل انتقادات غير مباشرة حول مواقف المسؤولين الإيرانيين التي أدت إلى اعتداء المقرات الدبلوماسية، وصف صادقي قرار السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران ب«الاستعجال». وأفاد صادقي أنه «لولا قطع العلاقات بين البلدين لكان بإمكان البلدين القيام بأعمال كبيرة في الأزمات الإقليمية والدولية». وذكر صادقي أن «مشاورات بأعلى المستويات» جرت في السفارة الإيرانية قبل الاعتداء على السفارة السعودية في طهران٬ مشددًا على أن السفارة أرسلت تحذيرات إلى طهران بعد تلقيها إنذارات من الرياض تطالب طهران القيام بمسؤولياتها إزاء حماية المقرات الدبلوماسية. يذكر أن مئات من عناصر الباسيج هاجموا في يناير (كانون الثاني) الماضي مقر البعثات الدبلوماسية في مشهد، وطهران، وأشعلوا النيران فيها٬ الأمر الذي أدى إلى قطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، وطرد البعثة الدبلوماسية الإيرانية من الرياض٬ كما أثار الهجوم إدانة دولية واسعة، واستدعت دول عربية سفراءها من طهران احتجاجًا على ذلك. وأعرب صادقي عن أسفه لعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل المسؤولين في طهران؛ لحماية مقر السفارة على الرغم من التحذيرات٬ وقال: إن ما قامت به قوات الأمن «لم يكن كافيًا لحماية السفارة»، ووصف دوافع الهجوم على السفارة بعد إعلان إعدام المدان نمر النمر ب «الطائفية» فيما وجه لومًا لقوات الشرطة الإيرانية بسبب إهمالها التصدي للهجوم. وأكد صادقي أن وزارة الخارجية الإيرانية كانت تتوقع الهجوم على السفارة٬ مضيفًا أن الاعتداء حدث على الرغم من مساعي «الخارجية» لمنع الاعتداء. وصرح صادقي بأن الخارجية الإيرانية «تتابع موضوع الاعتداء في عدة مجالات». وكشف السفير الإيراني السابق في ثاني حوار له بعد العودة من الرياض تفاصيل جديدة من أيام الاعتداء على السفارة في وقت يشن الإعلام حملة إعلامية جديدة برعاية رسمية تحت شعار «مقاطعة الحج». وتواجه الحكومة الإيرانية انتقادات، بسبب ما يصفه خصوم روحاني «سياسة انفعالية» في الشرق الأوسط. ردًا على ما تناقلته مواقع إيرانية حول الإساءة للوفد الدبلوماسي الإيراني عند مغادرته السعودية طالب السفير الإيراني بوقف نشر الأخبار الكاذبة٬ مضيفًا أن "الخلافات العميقة بين البلدين خاصة في السياسة الخارجية لا تعني غض الطرف عن الحقائق». يأتي هذا في وقت لم تعلن طهران أي تفاصيل عن المتهمين حول الاعتداء على السفارة السعودية٬ وكان المتحدث باسم السلطة القضائية٬ غلام حسين محسني أجني كشف الشهر الماضي عن توجيه الاتهام إلى 48 شخصًا٬ في قضية الاعتداء على مقر البعثات الدبلوماسية من دون الكشف عن موعد إقامة المحكمة.