خصصت الإدارة الفيدرالية الأميركية خمسين مليون دولار لتطوير وسائل تكنولوجية تهدف إلى حماية الناشطين من مخاطر توقيفهم وملاحقتهم من قبل حكوماتهم، يدخل من خلالها تمويل شركات خاصة معظمها أمريكية لتطوير عشر أدوات تساعد في الالتفاف على الرقابة التي تفرضها بعض الحكومات على الناشطين. وتتركز هذه الجهود على مساعدة الناشطين على الحصول على التكنولوجيا التي تسمح لهم بالالتفاف على القيود المفروضة على الانترنت في دولهم وضمان أمن رسائلهم النصية والصوتية وحماية مواقعهم من الهجمات الإلكترونية. وقد أجرت الولاياتالمتحدةالأمريكية دورات تدريب لخمسة آلاف ناشط في أنحاء مختلفة من العالم، وخصوصاً من منطقة الشرق الأوسط، في مجال تطبيق أحدث التقنيات الإلكترونية والتي تستخدم في مجالات التواصل وتنسيق وترتيب الفاعاليات والنشاطات عن طريق استخدام الشبكة العنكبوتية مع المحافظة على سرية وأمن هذه المعلومات. وكانت كلينتون التي تقر بجهلها في مجال الشبكات الاجتماعية، لفتت مؤخراً إلى أن الدور الذي لعبته مواقع “فيسبوك وتويتر ويوتيوب” في موجة التظاهرات في مصر وإيران، مما دفع الولاياتالمتحدة للاهتما بشكل أكبر بهذه الشبكات؛ كعامل محفز للتغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وجمعت إحدى جلسات التدريب تلك التي نظمت قبل ستة أسابيع في واحدة من دول الشرق الأوسط، ناشطين قادمين من تونس ومصر وسوريا ولبنان، تعهدوا بنشر مهاراتهم المكتسبة من حولهم لدى عودتهم إلى بلدانهم. وأوضح مايكل بوسنر مساعد وزيرة الخارجية لشؤون حقوق الإنسان وفق ما ذكرت وكالة “فرانس برس”، “إن الأمر أشبه بلعبة القط والفأر، إذ تطبق الحكومات باستمرار تقنيات جديدة للتصدي للانتقادات وللمنشقين”، وأضاف “نحاول الإبقاء على هامش تقدم من خلال تأمين وسائل تكنولوجية وتدريب ودعم دبلوماسي بما يسمح للناس بالتعبير عن وجهات نظرهم بحرية”. وأضاف مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية أن إحدى الوسائل التكنولوجية التي هي قيد التطوير حالياً وقد أطلق عليها اسم “إشارة الإنذار” وتسمح هذه للناشطين بمحو قوائم معارفهم عن هواتفهم النقالة في حال اعتقالهم، وقال بوسنر للناشطين “إن كان بوسعكم تلقي إشارة الإنذار التي تمحي هذه القائمة قبل أن يتم اعتقالكم عندها تنقذون أرواحاً” وأضاف بوسنر للناشطين بعد انتهاء الدورة: “غادروا وهم الآن يحدثون ظاهرة موجة”، وأكد أنه يمكن استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة في بلدان مثل سورية حيث تقوم السلطات على حد قول بوسنر “باعتقال الناشطين لمجرد استخدام هواتفهم النقالة”. جدير بذكره أن موضوع الحريات على الإنترنت سيحتل حيزاً أكبر منه في الماضي ضمن التقرير السنوي حول حقوق الإنسان الذي تصدره الدبلوماسية الأمريكية والذي يتوقع أن ترفعه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الجمعة.