اتهم عبد الفتاح يونس القائد العسكري للثوار الليبيين في بنغازي الثلاثاء حلف شمال الاطلسي بعدم التدخل لانقاذ مدينة مصراته شرق ليبيا الخاصعة لحصار قوات القذافي. وقال قائد اركان “جيش التحرير الوطني الليبي” الذي شكله الثوار ان “الصحافة الدولية التي هي السلطة الرابعة، عليها ان تقف بقوة مع شعب مصراته، ان تنادي الناتو الذي يمن علينا بقصف هنا وقصف هناك، ويترك شعب مصراته يموت هنا وهناك كل يوم”. وبلهجة حادة اضاف اللواء عبد الفتاح يونس خلال مؤتمر صحافي في بنغازي ان “مصراته تتعرض للابادة بكل معنى الكلمة”. وقال وزير الداخلية السابق الذي انشق عن النظام الليبي بعيد انطلاقة الانتفاضة الشعبية في 17 شباط/فبراير، “الناتو خيب ظننا فيه “..” حلف الناتو لم يقدم لنا ما نريد “..” كل يوم يموت مدنيون شيوخ ونساء واطفال ليس لديهم ابسط الاحتياجات “..” اهل مصراته يشربون مياه المجاري” وتنقصهم “ابسط الاحتياجات” من المياه والكهرباء وحليب الاطفال.واضاف “اذا انتظر الناتو اسبوعا ثانيا انتهت مصراته ولن نجد فيها احد”. واكد ان مصراته “ستصبح جريمة في جبين المجتمع الدولي الى ابد الابدين”.وكرر القول “الناتو لم يفعل شيئا، قصف هنا وقصف هناك، لم يفعل شيئا”، واضاف ان على “الناتو ان يقوم بعمله بشكل صحيح “..” او سيرفع “المجلس” الانتقالي امره الى مجلس الامن الدولي”.وقبل بضع ساعات من ادلاء اللواء يونس بتصريحه، اعلن حلف شمال الاطلسي انه يعتبر حماية مصراته في راس اولوياته. واكد الحلف الاطلسي ان جيش القذافي فقد ثلث قدراته بعد 17 يوما من بدء العملية العسكرية للائتلاف الدولي الذي يقوده في ليبيا. وتقع مصراته على بعد 214 كلم شر طرابلس وهي تخضع منذ 40 يوما للحصار والقصف. ويؤكد الثوار ان اكثر من 200 شخص قتلوا في المعارك الدائرة حول المدينة.وقال متحدث باسم الثوار في وقت سابق ان قوات القذافي تواصل قصف المدينة وان طائرات الاطلسي لا تحلق فوق المنطقة في حين ان مهمتها هي حماية المدنيين وفق قرار مجلس الامن الدولي رقم 1973.ووصلت عبارة الى تركيا الثلاثاء وعلى متنها 479 شخصا نقلتهم من مصراته وبنغازي، بينهم 321 جريحا.وفي بروكسل، قال الجنرال الهولندي مارك فان اوم، المسؤول عن عمليات التحالف المشتركة ان طائرات الاطلسي نفذت 14 غارة الاثنين على دفاعات مضادة للطيران ومدرعات للقذافي في مصراته. وفي مرفأ البريقة النفطي حيث تدور معارك شرسة للسيطرة على هذه المدينة الواقعة على بعد 800 كلم شرق طرابلس، نفذ حلف شمال الاطلسي غارة على بعد 30 كلم شرق المرفأ ودمر سيارتي بيك اب قادمتين من الغرب بعد ان توغلتا في المنطقة الصحراوية. ولم تسفر الغارة عن ضحايا. وكان المتمردون بعد الظهر على بعد عشرات الكيلومترات من اجدابيا، متراجعين نحو ثلاثين كلم نحو الشرق في مواجهة ضربات قوات القذافي، كما افاد مراسل فرانس برس.وكانوا تحديدا عند منتصف الطريق بين البريقة واجدابيا. واعلن المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار لوكالة فرانس برس “لا ثورة من دون انتكاسات”.واضاف “لكن الشعب سينتصر. القذافي لا يمكنه قيادة ليبيا مع الته الضخمة وميليشياته ومرتزقته... اننا مصممون على مقاتلة هذا المستبد، واننا اما سنطرده او نترك له بلدا خاليا”.واعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الثلاثاء ان فرنسا تسعى الى حل سياسي للنزاع في ليبيا والى تحديد شخصيات في طرابلس للتعامل معها.