أعلن نظام العقيد معمر القذافي أنه مستعد للحوار مع الثوار في حال سلموا أسلحتهم، في حين تعهد حلف شمال الأطلسي أمس بفعل كل شيء لحماية المدنيين في مصراتة (غرب) التي اتهمه الثوار بترك سكانها المحاصرين يموتون دون التدخل لإنقاذهم. وقال وكيل وزارة الخارجية الليبية خالد الكعيم البارحة الأولى إن الثوار «يجب أن يسلموا الأسلحة، وبإمكانهم بعد ذلك المشاركة في العملية السياسية». وبعد أن أشار إلى أن المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار لا يمثل القاعدة الشعبية في ليبيا، أوضح أنه ستكون هناك ضمانات لأية عملية سياسية عبر مراقبين من الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة قادرين، كما قال، على تبديد أي شك. ولفت إلى أن اللجنة التي شكلها الاتحاد الأفريقي حول ليبيا ستصل إلى طرابلس خلال الأسبوع المقبل. إلى ذلك، أعلنت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أمس أن العقيد معمر القذافي بعث برسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد إعلان واشنطن انسحابها من الحملة العسكرية على ليبيا من دون أن تكشف عن فحواها. وقالت الوكالة إن القذافي بعث برسالة إلى أوباما في أعقاب انسحاب أمريكا من التحالف ضد ليبيا. من جهته، أعلن حلف شمال الأطلسي أمس أنه سيفعل كل شيء لحماية المدنيين في مصراتة، وذلك غداة اتهامه من قبل الثوار الليبيين بترك سكان هذه المدينة التي تحاصرها قوات العقيد معمر القذافي يموتون دون التدخل لإنقاذهم. وقالت مساعدة المتحدث باسم الحلف الأطلسي كارمن روميرو إن «حلف شمال الأطلسي لديه تفويض شديد الوضوح» من الأممالمتحدة و«سنفعل كل شيء لحماية المدنيين في مصراتة». وكان عبد الفتاح يونس القائد العسكري للثوار الليبيين قد أعلن في بنغازي أمس الأول أن حلف شمال الأطلسي «خيب ظننا فيه» لأنه يترك «أهل مصراتة يموتون» ولا يتدخل لضرب قوات القذافي التي تقصف هذه المدينة الواقعة على بعد 214 كلم شرقي طرابلس والمحاصرة منذ أكثر من شهر. وقال وزير الداخلية السابق الذي انشق عن النظام الليبي بعيد انطلاقة الانتفاضة الشعبية في 17 فبراير (شباط)، «إذا انتظر الناتو أسبوعا ثانيا انتهت مصراتة ولن نجد فيها أحدا»، واعتبر أن «مصراتة تتعرض للإبادة بكل معنى الكلمة». وتابع، إن الحلف الأطلسي «خيب ظننا فيه، حلف الناتو لم يقدم لنا ما نريد، كل يوم يموت مدنيون شيوخ ونساء وأطفال ليس لديهم أبسط الاحتياجات، أهل مصراتة يشربون مياه المجاري» وتنقصهم «أبسط الاحتياجات» من المياه والكهرباء وحليب الأطفال. وفي الطرف الأخر من ليبيا، تواصلت عمليات القصف صباح أمس قرب مدينة البريقة النفطية (800 كلم شرقي طرابلس) على بعد نحو 40 كلم من أجدابيا، بحسب الثوار، وتعذر على الصحافيين والمدنيين التوجه إلى المكان. وقال شريف محمد وهو جندي سابق انضم إلى الثوار من على حاجز تفتيش في المدينة إنه حتى اللحظة «لا توجد معارك بل فقط ضربات جوية من الجانبين». وأضاف «نعتقل الشبان الذين يأتون مسلحين، ماذا سيمكنهم أن يفعلوا مع إطلاق القذائف؟». وكان الثوار قد تراجعوا الثلاثاء على جبهة البريقة نحو 30 كلم شرقا أمام ضربات القوات الموالية للقذافي، بحسب وسائل إعلامية. وعلى الصعيد الدبلوماسي، بدأ السفير كريس ستيفنز مبعوث الولاياتالمتحدة لدى الثوار مشاورات مع المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي معقل الثوار في الشرق. وتفكر الولاياتالمتحدة في إمكانية الاعتراف بالمجلس كمحاور شرعي على غرار ما فعلت سابقا فرنسا وقطر وإيطاليا. وعلى الصعيد الاقتصادي، رست ناقلة نفط في طبرق شرق ليبيا لتحمل أمس أول شحنة نفط تصدرها حركة المعارضة الليبية منذ التوقف التام لصادرات هذا البلد، مما سيتيح تمويل الثورة. كما أعلنت مصادر نفطية ليبية أمس أن أزمة البنزين التي عانت منها طرابلس لأسابيع حلت أخيرا بعدما استوردت السلطات الليبية شحنة بنزين بحرا.