دارت مواجهات بين الثوار والقوات الموالية للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي امس في ضواحي مدينة مصراتة التي لا تزال تحت سيطرة التمرد، كما اعلن لوكالة فرانس برس متحدث باسم الثوار. وقال المتحدث الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان "الوضع هادىء في وسط المدينة التي لا نزال نسيطر عليها. لكن مواجهات تجري حول المدينة. ويمنع الثوار قوات القذافي من التقدم في المدينة". واضاف ان "مرفأ المدينة كان هدفا لصواريخ القوات الموالية للقذافي التي تريد منع وصول المساعدة الى المدينة". واوضح ان قوات التحالف شنت غارات على قوات القذافي خارج المدينة. وقال ان "الطائرات ما زالت تحلق فوق مصراتة لكن ليس هناك قصف". وباتت مدينة مصراتة التي يقصفها الجيش النظامي منذ شهر ونصف، محط انظار المجموعة الدولية. وقد دعت الاممالمتحدة الى وقف للمعارك حول المدينة، على غرار الحلف الاطلسي الذي جعل من هذه المدينة التجارية والصناعية "اولويته الاولى". وقال المتحدث باسم الثوار في مصراتة ان سفينة فرنسية وصلت الاربعاء الى ميناء المدينة وعلى متنها المساعدة الطبية. واضاف "تلقينا ايضا الثلاثاء مساعدة من بنغازي". وافاد مراسل فرانس برس ان الاف المدنيين والثوار الليبيين يفرون بعد ظهر امس من مدينة اجدابيا (شرق) باتجاه الشمال نحو بنغازي معقل الثوار بعد شائعات عن تقدم قوات القذافي. وقد نجح الثوار الليبيون في استعادة السيطرة على بعض المناطق في مدينة البريقة شمال شرق ليبيا ليلة الأربعاء/الخميس ، حسبما ذكر مراسل وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في مدينة أجدابيا التي تقع على بعد 80 كيلومترا شرقي البريقة. وقد اضطر الثوار الأربعاء إلى التقهقر من البريقة بالكامل بعد معارك مع قوات الزعيم الليبي معمر القذافي المتفوقة عليهم من ناحية التسلح. وكان قادة عسكروين ومتحدث باسم الثوار في مدينة بنغازي انتقدوا مؤخرا حلف شمال الأطلسي (الناتو) بسبب عدم تصديه بحسم لقوات القذافي خلال مهامها الجوية ، بينما نفى التحالف الغربي صحة هذه الاتهامات. وقصفت مدفعية القذافي في تلك الأثناء حقلين للنفط في شرق ليبيا كان يسيطر عليهما ويستخدمهما الثوار. ونقلت محطة "الجزيرة" العربية الإخبارية ليلة الأربعاء/الخميس عن متحدث باسم الثوار القول إن إنتاج النفط في حقل مسلة وحقل واحة توقف بسبب هذا القصف. الى ذلك سُمع دوي انفجارات في العاصمة الليبية طرابلس ظهر امس ، كان أحدها قوياً وأدى إلى اهتزاز المنازل على كيلومترات عدة من موقع هذه الانفجارات التي لم يتحدد موقعها بعد. وسمع في سماء العاصمة قبل حدوث هذه هدير مكثف لطائرات تحلق على ارتفاع عال أعقبه تلك الانفجارات التي أجمع شهود عيان على أنها استهدفت مواقع جنوب شرق طرابلس حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منها، لكن لم تحدد طبيعتها. يشار إلى أن طرابلس عاشت على مدى الأيام الماضية هادئة وبعيدة عن مرمى القصف الجوي والبحري بعد موجة من عمليات القصف الذي استهدف مواقع مدنية وعسكرية عدة منذ بدء هذه العمليات من قبل دول التحالف الدولي، الشهر الماضي.