في ليلة لمعت به نجمة في سماء القصة القصيرة وتحلق حولها نخبة من الأدباء الإعلاميون ليلة احتفت بتدشين " ظلال بيضاء " مجموعة قصصية للقاصة الدكتورة زكية راشد نجم على مسرح جمعية الثقافة والفنون ليلة أمس, وقاسمها المسرح القاص والإعلامي محمود تراوري والقاص والكاتب الساخر محمد الراشدي وأدار الحفل مدير فعاليات فنون جدة الشاعر خالد الكديسي. وبدأ الحفل بتقديم الكديسي حيث شكر كلا من تراوري والراشدي على الحضور وكذلك جمع الحضور وقدم القاصة زكية نجم بما يليق بها وبإبداعها, وقالت نجم عن مجموعتها القصصية: هي مجموعتي الثانية بعد "الآخرون مازالوا يمرون" عن دار الفارابي حيث تضمنت ثلاثة عشر قصة تتمحور حول المرأة ككيان ورمز إنساني و تسرد المعوقات التي تعترضها سواء كانت اجتماعية .. نفسية أو فكرية . وأضافت نجم : إن الباب فُتح واسعاً ولله الحمد للإصدار الثاني وحظي بانتشار أكبر من الإصدار الأول وقد يُعزى ذلك إلى وسائل التواصل الاجتماعي وتمهيد الإصدار الأول للثاني, فبمجرد إنشائي للمناسبة على صفحاتي وجدت استجابة وتفاعل جميل جداً من المهتمين بالثقافة والسرد على وجه الخصوص . لا أحب النقد وأحيله لأصحاب الاختصاص, بهذه الجملة بدأ القاص محمود تراوري ورقته وقال: أنا تواجدت بينكم لأقدم ورقة قرائية للمجموعة القصصية لصائدة الأمنيات, فهي تتميز بالرتم القديم الذي يعتمد على أسس القصة القصيرة والكتابة الإبداعية التي ظهرت في الثمانينات وقد سبق أن اصدرت مجموعتها الأولى في عام 1994 م ثم توارت عن الساحة الثقافية وظهرت خلال إصدارها الحالي وقد نضجت تجربتها وتنامت قدراتها البنائية بتلك الفترة وأصبحت تجاري الكتاب بالساحة الثقافية. ثم عاد للمجموعة القصصية حيث قال: إن نجم لم تركز على المكان والزمان بل ركزت على العاطفة الإنسانية , وتنوع أكر المجموعة وهذا يعيدنا إلى تشريح النفس لدى الإنسان, كذلك تميزت بعذوبة اللغة وركزت عليها في سرد قصصها وهذا ما ميز مجموعتها "ظلال بيضاء" وهي تعتبر ناضجة فنية . وقدم القاص محمد الراشدي ورقة نقدية للمجموعة القصصية "ظلال بيضاء" بأسم العبور إلى البياض وتطرق بها عن أختيار العنوان للأعمال الأدبية وتوظيف الانزياح وأستدعاء الغرابة والإفادة من حيل البلاغة وطاقاتها لأجل خلق صدمة أولية, وقال عن أختيار عنوان مجموعة زكية نجم فهو للوهلة الأولى يبدو محاولة لخلق مفارقة جاذبة عبر بياض الظلال فوق الغلاف الأول, لكن هذا الانطباع سيبدو أوليا ممعنا في البساطة حين يطوي الغلاف الأخير رجلة العبور بين الظلال والضوء عبر ثلاثة عشر نصا, توزعتها العناوين وانتظمها جميعا طغيان الذات والتوق الدائم نحو البياض الذي تماهت فيه أشواق الروح وحنينها وملامح القادم من أيامها. وأضاف: وهيمنة الذات واتساع مساحات الأنا الساردة في مجموعة "ظلال بيضاء" تلح بسؤال يبدو منطقيا في فلسفة الكتابة لدى القاصة, وأردف قائلا: ومثلما أن التجربة في عمقها المضموني قد أغرت السؤال فإنها في اشتمالها على مجمل الشرط الفني تفصح عن الإجابة, فانثيالات البوح, ولذة الحكي, لم تكن سببا في سبات ذاكرة السرد في شقها الفني, واستطاعت المجموعة في المجمل أن تحتفظ بالفني إلى جوار الإنساني باعثة على الدهشة والوجع معا, فم يغب الحدث المحرك للنص ولم تبهت الشخوص وراوحت اللغة في المياه الدافئة متباعدة عن تقريرية ينبذها السرد, وشعرية تذوب في كثافتها ملامح النصوص مع قدرة على استنبات العوالم واستنطاق الشخوص ومقاربة الكابوسي والغرائبي بذات القدرة على سرد الواقي والأفقي. وأسهب قائلا: مجموعة ظلال بيضاء وإن أفصحت عن قلق بالغ في العلاقة بالرجل إلا أنها لم تتلبث طويلا عند حدود هذا القلق وتداعياته كشأن أكثر السرد النسوي المحلي على الأقل, بل مضت نحو أفقها الإنساني الأرحب, وهي وإن تموقعت في حدود الذات إلا أنها وفي مفاصل معينة أثبتت قدرة على تجاوز نفسها وملامسة حدود عوالم سردية وأبنية لا تتأسس في الواقع وإن كانت ترمز إليه وتبوح به. وقد قرأت القاصة زكية نجم قصتين من مجموعة "ظلال بيضاء" وهما (ضفة أخرى) و(فرار), وفي نهاية الحفل قام ريان ثقة رئيس جمعية الثقافة والفنون بالأنابة بتكريم كلا من القاص والإعلامي محمود تراوري والقاص والكاتب الساخر محمد الراشدي بدروع تذكارية. رابط الخبر بصحيفة الوئام: «ظلال بيضاء» مجموعة قصصية للدكتورة زكية راشد نجم