أوضح القاص عبدالله النصر أن أمسيات السرد مهضوم حقها، مبدياً استغرابه من عدم التفات المؤسسات الثقافية إلى عمل ورش ثقافية للبحث في هذه الإشكالية. وقال النصر، خلال مشاركته في أمسية جمعته مع القاص محمد الراشدي، في نادي المدينةالمنورة، ضمن برنامجه الصيفي، أمس الأول، إن فن السرد يواجه حالة من «الظلم» في مجتمعنا الثقافي مقابل الشعر. وكان كل من النصر والراشدي قدما في الأمسية، التي أدارها الكاتب المسرحي إبراهيم الحارثي، عدداً من نصوصهم القصصية، فقرأ النصر: «أنف العمدة»، «قدر»، «بلل بلا ماء»، «بعث في خلايا مستقيلة»، و»من قاع النسيان». فيما قدم الراشدي نصوصه: «حجارة»، «قبلة»، «بقع»، «نزهة»، و»احتضاري»، واستلهم فن المقامات الذي اعتبره النواة الأولى لفن القصة القصيرة، من خلال نصين ساخرين هما «أشقى من البنشري»، و»الناكز والمنكوز»، التي تتكئ على الموروث الثقافي، والتوظيف الرمزي الساخر. وفي الفترة المخصصة للمداخلات، قال الراشدي، رداً على مداخلة للإعلامي محمد نافع، إن مشكلة القصة تكمن في أنها ليست فناً سماعياً، بقدر ما هي فن مقروء، مؤكداً أن القاص مضطر في كثير من الحالات لمواجهة الجمهور عبر الأمسيات القصصية لإيصال صوته والتعريف بمنجزه السردي، في حين أن قراءة القصة، تكشف عن جميع سماتها الفنية، وتقنيتها وعوالمها. وتحدث الراشدي في السياق ذاته عن روافد كثيرة ساهمت في تكوين عالمه القصصي، وأهمها قراءته واستلهامه للتراث العربي، إضافة إلى ما يطرح في مشهدنا المحلي وخارجه. وذهبت إحدى المداخلات إلى أن المقامات التي قدمها الراشدي تعد شكلاً غير مألوف من أشكال السرد القصصي، الذي يجمع بين لغة التراث والمضامين المعاصرة، في قالب من السخرية والفكاهة القريبة من ذائقة المتلقي، التي لم تحظَ، كما يكشف المشهد حتى الآن، بالدراسة النقدية المواكبة، حسب مقدم المداخلة.