"دامنا نأكل ونشرب، حِنا بخير!" قناعةٌ قد مَلأت فِكر وقلوب الكثير مِن رجال ونساء بلدي الحبيب. لماذا هذه النظرة الدُّونية البسيطة لِاحْتياجاتك؟ لماذا التقليل مِن شَأْن نفسك وقدراتك؟ هل خُلِقْت لِتأكل وتَشرب وتوفِّر المبلغ الكافي فقط لتشتري ما تَستُر بِه جلدك؟ أم أنَّك خُلِقت لعبادة الله وحده عز وجل أولاً ثم لتكُّد وتجتهد وتخْدِم نفسك ووطنك، وتستخدم جميع طاقاتك ومواهبك؟ إننا شعبٌ يحْتاج فعلاً إلى الوقوف وقفةَ صدق بيننا وبينَ أنفسنا، والنظر إلى العالم من حَولِنا، ومحاولة تطوير قدراتنا التي وللأسف لا يعلم البَعْض أنَّهم يَمْتلكونها. لماذا نبقى معْصوبيَّ الأَعْيُن، متجاهلين تطور الدول الأخرى من حولِنا؟ أَهذا بسبب ما نمْتَلكه مِن قناعةِ فِكرٍ مزيفة، والتظاهر بقلةِ الحيلة وَانعدام القوى؟ إلى متى ستظل أنتَ المُواطِن الذي يتقمَّص دور الضَّعيف والخالي اليَدين؟ لا بدَّ أن يكون لَديك طمعٌ في قناعاتك؛ فكلما حَققت نجاحاً، اطمع بالمزيد! هناك حكمةٌ استوقفتني كثيراً ووجدتها صادقة للمُخترع الأمريكي توماس أديسون: "أرني شخصاً قنوع وراضٍ عن نفسه تمام الرضى، وسَأٌريكَ الفشل". فلماذا الجلوس بحسرةٍ والثرثرة فقط حول واجبات الوطن تجاهك؟ انْهَض وامسك بقلمك وضع خططاً لك ولأبنائك وشارِكهم الآراء وابرِز فيهم نقاط قوتهم التي من الممكن أنْ تَرتَقي بهذا البلد العظيم.
شَمِّرْ عن ساعِدَيك ومُدَّ يَد العون لِكل ضال يحتاج إلى توجيهٍ أو تحفيزٍ ليجِد نقاط تَمَيُّزه التي يحتاج إليها لِيَكن عُضواً صالحاً في مجتمعِه؛ عوضاً عنْ تقوقعك حول نفسك فقط بأنانية فكرك وحسدك على نجاح غيرك. سطورٌ قرأتها في كتاب سيرة المُخترع ورجل الأعمال الأمريكي ستيفن جوبز: " الطريق الوحيد والصحيح للقناعة هو فعل ما تُؤمِن به أنَّه عظيم، والطريق الوحيد لتفعل شيء عظيماً هو أنْ تُحِب ما تفعل. إنْ لمْ تَجِد ذلك بَعْد، فاستمِر في البحث ولا تهْدأ أبداً". إنَّ الرضا بالقليل والإكتفاء بِما يُبْقِيك حيَّاً فقط لا يصل بك إلاَّ إلى أرْدى مما أنت عليه الآن. فانهضوا ياشباب وفتيات الوَطن، واجعلوا مِنْ أنفسكم شعباً عالي الهِمَم، وَمَرْفوع الرأس. انتشلوا وطنكم مِنْ أواخِر صفوف التقدُّم حاملينه على أكتافِكم وسواعدِكم الممتلئة بالقوةِ والحكمةِ والشجاعة، لتصلوا به إلى أوائل تلك الصفوف. ولا تنسوا دائماً أن وطنكم بحاجةٍ إليكم. إنعام الغامدي تويتر الكاتبة: @Enaam_Alghamdi رابط الخبر بصحيفة الوئام: لنحمل الوطن على أكتافنا!