انسحب الناشط السياسي والمدون المصري المهندس وائل غنيم مدير التسويق الإقليمي لشركة جوجل العالمية وهو منهار من البكاء على الهواء مباشرة من برنامج العاشرة مساء والذي يعرض على قناة دريم المصرية وتقدمة الإعلامية منى الشاذلي بعد أن بدأ البرنامج عرض صور قتلى المظاهرات الجارية في مصر، قبل أن يعتذر لأهالي الشهداء الذين سقطوا أثناء الثورة وقال “أنا عايز أمشي”، وقال ثم غادر أستديو البرنامج وهو يجهش بالبكاء ويقول “أحب أقول لكل أب أو أم فقدوا ابن ليهم فى الثورة دى غلطة كل واحد ماسك ومتبت فى السلطة”. وحاولت الإعلامية منى الشاذلي مقدمة البرنامج تهدئته لكن غنيم خرج من الأستديو، وتبعه العاملون في أستديو دريم لمحاولة تهدئة أيضاً إلا أنه كان منهارا وقال إنه يريد أن يتنفس هواء نقيا فخرج من القناة إلى مدينة دريم وهناك التقاه بعض المواطنين العاديين القاطنين بالمدينة وحيوه قبل أن يحاولوا تهدئته، وبدورهم قال لهم وهو في حالة انهيار “أنا مش بطل.. أنا مشكلتي أني حاسس بالذنب تجاه الشهداء وأني السبب في وفاتهم لكنه مش ذنبنا”. وأشار غنيم إلى أنه التقى قبل خروجه اللواء محمود وجدى وزير الداخلية الجديد فى حوار اتسم بالندية، ولمح فيه أن الوزير يعامله كشخصية مهمة وقوية وليس كشاب تافه، ودار حوار بيننا فى كل شىء. وعما قاله له وزير الداخلية، أضاف غنيم، قال لى : انتو حققتوا مكاسب ما كانش حد متخيلها.. ولا حد يتوقع انتو عملتوا ده إزاى..احنا اتغيرنا ومش ح نرجع للوراء.. يا ابنى البلد دى كلنا بنحبها وخايفين عليها.. لازم تبقوا واخدين بالكم من الناس اللى واخدينها انتهازية. وحكى أثناء اللقاء تفاصيل واقعة اعتقاله، وقال إنه كان في زيارة أحد أصدقائه مساء الخميس 27 يناير وقبيل ساعات قليلة من جمعة الغضب الشهيرة، وعندما ذهب ليأخذ تاكسي، فوجئ بأربعة أشخاص يلقون القبض عليه، واستغاث بالمارة، لكنهم اقتادوه إلى سيارة وأودعوه فيها وبقي معصوب العينين لمدة 12 يوماً دونما يعرف أية تفاصيل عما يحدث بالخارج، وقال إنه تعرض لأذى نفسي كبير، خاصة أن أحداً من أسرته لم يكن يعرف مكانه، لا أبيه الذى يري بعين واحدة ولا زوجته ولا أبناءه، كما أنه لا يعرف إن كانت الثورة نجحت أم لا ؟ وهل هناك من يسألون عنه أم لا؟ وكانت قوى المعارضة المصرية قد أثارت بشكل واسع قضية “اختفاء” غنيم، خاصة وأنها جاءت بعد فترة قصيرة من نشره تعليقات حول المظاهرات المعارضة ودعوته إلى المشاركة فيها على نطاق واسع، وقام عدد كبير من شباب القوى المصرية المعارضة بتأسيس مجموعات بعناوين مختلفة على موقع “فيسبوك” لدعم قضية غنيم، بينها “اسمي وائل غنيم” و”البحث عن وائل غنيم” و”كلّنا وائل غنيم.” الجدير بالذكر أن السلطات المصرية أفرجت أمس الاثنين عن غنيم بعد “اختفائه” في القاهرة قبل عشرة أيام، بعد مساهماته الكبيرة في حملات المعارضة وحشد المشاركين في الاحتجاجات التي تشهدها القاهرة ضد نظام الرئيس حسني مبارك. لمشاهدة الفيديو: