سجل الموقف الروسي أكبر تغيير منذ بداية الأحداث في سوريا، وذلك بإعلان نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف أن بلاده لا تعتبر بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة شرطا مسبقا لتسوية النزاع في سوريا.وكان غاتيلوف قال لوكالة ايتار تاس غداة لقائه الموفد الدولي كوفي انان في جنيف “لم نقل ابدا، او فرضنا شرطا بأن الاسد يجب ان يبقى بالضرورة في السلطة عند انتهاء العملية السياسية” في سوريا.واضاف كما نقلت عنه الوكالة الروسية من جنيف “هذه القضية يجب ان يعالجها السوريون بأنفسهم”. ويأتي هذا الموقف في غمرة تعدد الإيحاءات بأن المسألة السورية تدنو من حل ما يطبخ بين كبار الفاعلين على الساحتين الإقليمية والدولية. وكان قادة الاتحاد الاوروبي دعوا الكرملين خلال القمة بين روسيا والاتحاد الاوروبي الاثنين في سان بطرسبورغ الى العمل معا من أجل “انتقال سياسي”.وبدوره، اعلن المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني الاثنين ان الولاياتالمتحدة تركز حاليا على “التحضير للانتقال السياسي في سوريا”. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز في نهاية ايار-مايو ان ادارة الرئيس باراك اوباما تريد العمل مع روسيا لاعداد خطة تخرج سوريا من الازمة الحالية تتضمن رحيل الاسد، وهي تشبه خطة انتقال السلطة في اليمن التي تضمنت رحيل الرئيس علي عبدالله صالح. وتقضي الخطة هذه ايضا حسب الصحيفة بان يبقى بعض قيادات النظام السوري الحالي في السلطة. ومن المتوقع ان يناقش الرئيس الاميركي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين هذا المشروع خلال لقائهما الاول بعد انتخاب بوتين، في اطار اجتماعات مجموعة العشرين في الثامن عشر والتاسع عشر من حزيران-يونيو في موسكو.إلا أن غاتيلوف ابدى بعد التشكك إزاء احتمال تطبيق حل في سوريا على الطريقة اليمنية. وقال غاتيلوف -وفقا لتقرير العرب اونلاين-عندما نبحث في المثال اليمني بالنسبة الى سوريا علينا ان نتذكر مع الاسف ان لا رغبة عند الطرف المعارض بالدخول في مفاوضات سياسية مع الحكومة”.وتابع “كان الأمر سيكون جيدا لو كانت هناك رغبة سياسية بذلك لدى الطرفين ما سيتيح التقدم نحو تسوية”.