دعا خبراء سياسيون، الدول الخليجية إلى المسارعة في القبول بفكرة التحول من مرحلة "التعاون" إلى "الاتحاد"، استجابة للدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته أمس، لما لهذا الأمر من دعم لاستقرار المنطقة الخليجية في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي قد تواجهها في المستقبل. ورأى اثنان من خبراء السياسة، تحدثا إلى "الوطن" أمس عقب كلمة الملك عبدالله في افتتاح أعمال القمة الخليجية، أن مبادرة خادم الحرمين ترمي إلى تجاوز المجموعة الخليجية لجميع الملفات المعلقة، والانتقال إلى مرحلة التكامل الفعلي. ومن وجهة نظر رئيس مركز الخليج للأبحاث عبدالعزيز بن صقر، فإن دولا مثل الكويت والبحرين، قد تكون الأسرع في الاستجابة للتحول إلى فكرة "الاتحاد"، نظرا للتحديات الأمنية التي تواجههما. وقال ابن صقر ل"الوطن": "قد يكون هناك بعض الدول أسرع للاستجابة لهذه الدعوة وبعض الدول أبطأ.. أتصور أن دولا مثل الكويت والبحرين ستكون أسرع بالاستجابة لمسألة التحول إلى الاتحاد.. لأنهما تعتمدان على التهديدات المحيطة بهما.. اليوم الكويت تواجه 3 تهديدات رئيسية تتمثل بالوجود الإيراني في العراق، مطالب عراقية تقليدية والإشكاليات المتعلقة بالميناء والحدود، والتهديد الطائفي داخل البلد، فمن مصلحتها أن يكون لديها أمن واستقرار أكثر والانضمام تحت مظلة أكبر يكون لها كتلة اقتصادية أكبر وكتلة سياسية أقوى". وأشار إلى أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز ساق المبررات الكافية للتحول إلى فكرة "الاتحاد الخليجي" في بداية كلمته، حينما أشار إلى الظروف الصعبة التي تحيط بالخليج والتحديات التي تستدعي اليقظة، وهاجس الاستهداف والذي في الغالب ما يكون من الجارة الإيرانية، ودعوته للقادة بأن يكونوا على قدر المسؤولية، ودعوته للوقوف مع العرب في أزماتهم، فكل هذه المبررات كانت ممهدة لفكرة التحول من "التعاون" إلى "الاتحاد"، بحسب ما ذكره ابن صقر. ويعتقد رئيس مركز الخليج للأبحاث، بأن ثمار التحول إلى مشروع "الاتحاد الخليجي" ستجنيها الشعوب قبل الحكومات، لافتا إلى أن من الحكمة المسارعة بالاستجابة لفكرة التحول، وأن الهدف من ورائها استشعار المصير والدفاع والأمن والاقتصاد المشترك الذي يجمع بين دول الخليج. وأبان عبدالعزيز بن صقر، بأن دعوة خادم الحرمين للتحول إلى الاتحاد، جاءت لإخراج جميع الدول الخليجية من "عنق الزجاجة" إلى كيان أكبر له وحدته وقوته وتأثيره، مستبعدا أن تكون هناك علاقة ضدية في المستقبل بين الخليج في حال تحول إلى "اتحاد" والجامعة العربية، لتأكيدات الملك عبدالله بن عبدالعزيز على عروبية وإسلامية المجموعة الخليجية، بكونها مكملا للعرب والمسلمين، وليست كيانا ضديا. وفي قراءة لعميد كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود الدكتور صالح الخثلان، لفكرة التحول إلى "الاتحاد الخليجي"، فيرى بأنها تحمل ضمنيا "مبادرة سعودية باتجاه تنفيذ ما اتخذ من قرارات تحديدا فيما يخص ملف الوحدة الاقتصادية، لأن كلمة الملك عكست رغبة قوية لتحقيق هدف التكامل وهدف الاتحاد، وهذا يعني أن المملكة لديها الاستعداد لأن تتخذ كافة الإجراءات للانتقال إلى المرحلة التي دعا إليها الملك"، على حد قوله. ويؤكد الخثلان في حديثه إلى "الوطن" على الأهمية الكبيرة التي تكتسيها فكرة التحول إلى "اتحاد خليجي"، مشيرا إلى أن هذا الأمر هو المأمول والمتوقع من هذه القمة التي تعقد وسط ظروف استثنائية. ويقول "القمم السابقة اتخذت مجموعة من القرارات في مجالات تهم المواطن والوحدة الاقتصادية وتوحيد كثير من الأنظمة ولكن كان يعتريها بطء شديد في تنفيذ تلك القرارات التي ممكن أن تنقل دول الخليج من مرحلة التعاون إلى التكامل والاتحاد.. الإرادة السياسية موجودة، ولكن الإشكالية تكمن في وجود فجوة بين ما يتخذ من قرارات على مستوى القمة ومستوى أداء الأجهزة التنفيذية لهذه القرارات". ولفت الخثلان إلى أن المهم في الرغبة في الانتقال إلى هذا المستوى من التكامل والاتحاد الخليجي هو ألا يصرف النظر عن أن المجلس بقدر ما يواجه من تحد إقليمي لأمنه واستقراره هو في نفس الوقت يواجه تحديات داخلية غير تقليدية، فالتحديات التقليدية كمسائل التركيبة السكانية وخلافه انتهت، الآن هناك تحد حقيقي فيما تعيشه المنطقة العربية، ويجب أن تكون هناك وقفة حقيقية فيما يتعلق بما تعيشه المنطقة العربية وانعكاساته على الشارع في دول الخليج".