كانت الدورة ال 32 بالنسبة لأبناء دول مجلس التعاون الخليجي، غير عاديةٍ بعد أن وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حجر الأساس لفكرة التحول من مرحلة التعاون لمرحلة الاتحاد في دول المجلس الست، في أعقاب ثلاثين عاماً من التأسيس لوحدة خليجية وُضع لُبّها الأساسي قبل عقود. وجاء موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الداعي للاتحاد بمثابة استشراق لمستقبل أبناء المنطقة الخليجية، في ظل ظروفٍ راهنه، تُحتم بأي حال التعاضد وتوحّد الآراء والتوجّهات. ورأى الدكتور عبدالعزيز بن صقر رئيس مركز أبحاث الخليج في تصريحاتٍ ل«الشرق» ضرورة الانتقال من مرحلة التعاون لمرحلة الاتحاد، باعتبارها مرحلةً حتمية- تقوم على 31 عاماً- كافية لأن تكون أساساً صلباً للتحول لهذه المرحلة. وقال بن صقر إن «مقترح خادم الحرمين الشريفين القاضي بالتحول والانتقال من مرحلة التعاون للاتحاد، أمر مفصلي في حياة أبناء منطقة الخليج بشكلٍ عام، ارتكز فيه الملك عبدالله على ضرورة مواجهة التحديات الخليجية بشكل مشترك وقوي، باعتبارها تحديات تواجه جميع دول مجلس التعاون». ورأى بن صقر أن دول مجلس التعاون الخليجي أمام مرحلة تأتي بعد أن بلغت دول الخليج أقصى حالات التعاون، ومن هنا يجب التفكير في هذه المرحلة الجديدة، لتحقيق طرح متكامل وموحد في إطار مؤسسي مشترك. وأضاف «مطلوب الآن من دول مجلس التعاون الخليجي معالجة سريعة لبعض القضايا العالقة التي تواجهها جميع دول المجلس دون استثناء، وتجاوز الإشكالات القائمة أياً كانت، ولا شك أن القضايا الدفاعية الخليجية المشتركة جزء أساسي وكبير وذو أهمية خاصة في هذه المرحلة، وهو ما تؤسس له مرحلة الاتحاد بوضع أكبر من غيره، مؤكدا أن هناك ضرورة مُلحة لوجود موقف مقابل للموازين العالمية، على أن يكون موقفا واضحا يعتمد بالدرجة الأولى على المصالح الخليجية المشتركة بين دول المجلس الست». ومن المقرر أن يوضع تصور خاص بدراسة الانتقال لمرحلة الاتحاد، كهيئة تم تشكيلها بعد دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الدورة الخليجية الماضية في العاصمة الرياض، تصوراته على طاولة القمة التشاورية، بعد أشهرٍ من الدراسة المعمقة. وتأتي هيئة الوزارة المشكلة بواقع ثلاثة أعضاء من كل دولة خليجية، تنفيذا لقرار المجلس الأعلى لمجلس التعاون في دورته ال32 التي عقدت بالرياض في ديسمبر الماضي، والذي رحب بمقترح خادم الحرمين الشريفين بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، ووجه بتشكيل هيئة متخصصة تم اختيارها من الدول الأعضاء بواقع ثلاثة أعضاء لكل دولة لدراسة المقترح. ويؤمل الخليجيون على المرحلة المقبلة، ويجدون فيها تلاحماً أكبر من حيث جمع موازين القوى السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، باعتبارها ركيزةً تجمع أبناء دول مجلس التعاون عند محور ارتكازٍ واحد يخدم المصالح الخليجية الموحدة التي تتطلبها المرحلة. مجلس التعاون الخليجي (جرافيك الشرق)