نرسيان طفلة لم تتجاوز ست سنوات، ترقد على سرير أبيض في مستشفى الجدعاني، بعد أن صارعت الموت اختناقا في مدرسة البراعم المنكوبة، حتى أنقذها المسعفون، ووالدتها إيمان البلوي المعلمة في نفس المدرسة، والتي لم تجد غير القفز من الطابق الثالث هربا من ألسنة النيران. "الوطن" التقت عمتها المرافقة لها في المستشفي، حيث أشارت إلى أن نرسيان كتب لها الله الحياة والعيش، مشيرة إلى أن والدتها منومة في مستشفي الملك سعود نتيجة إصابتها بحروق وكسور بعد سقوطها من الطابق الثالث، حيث تعاني من كسر بالعمود الفقري. ولفتت إلى أن والدة نرسيان التي عاصرت الحدث أخبرتها أنهن احتجزن في غرفة المعلمات، وأنها احتضنت بنتها طيلة الوقت، حيث استمرت في تلاوة الآيات القرآنية، وعندما رأت كثافة الأدخنة المتصاعدة، حاولت إلقاء نرسيان من النافذة على المتطوعين في الفناء الذين فردوا الأشرعة والبطاطين لإنقاذ المعلمات والطالبات اللاتي كن يلقين بأنفسهن من النوافذ. وأضافت أن كثافة الأدخنة حالت بين الأم وبنتها داخل الغرفة، مما جعلها تعتقد أن الطفلة ألقت بنفسها، فألقت بنفسها من النافذة، إلا أنها تفاجأت بأن نرسيان لا تزال في غرفة المعلمات مما أثار أعصابها، فأصرت على الصعود لإحضارها، مبينة أنه عثرعليها من قبل أحد المتطوعين، حيث وجدها تحت طاولة بالغرفة، وأن تصرفها هذا حماها من النيران. من جانبه، أشار المسعف المتطوع الذي عثر على نرسيان إيهاب مشتهى، إلى أنه وجدها تلتمس الحياة وملابسها مغطاة بسواد الدخان وفي حالة اختناق، مضيفا "أسرعت بها نحو سيارة الإسعاف وأرشدني مسعف الدفاع المدني لرعايتها". وأفاد بأنه ظل بجوارها يوما كاملا بعد دخولها للعناية المركزة بمستشفى الجدعاني إلي أن تعرف عليها والدها وجدها.