روت طالبات براعم الوطن المنومات على أسرّة مستشفى الجدعانى «للمدينة» قصص الهروب من الموت- كما أسميناها- واصفات يوم الحريق ب «المفجع» حيث تدافعت الجموع بحثًا عن مخرج وطوق نجاة، وكانت «المدينة» قد قامت بجولتها يوم أمس الأول يرافقها الدكتور أسامة الخولي استشاري الأطفال بمستشفى الجدعاني للاطمئنان على المصابات المنومات وعددهن 7 طالبات ومعلمتان، واستمعت من لسان المصابات على الحريق وتداعياته، كما استمعت لصوت الطبيب المعالج وتقييمه للحالة الصحية. صرخات الفتيات لين العتيبي- 14 عامًا- تدرس في الصف الأول متوسط قالت: كنت أنا وزميلاتي في الفصل ندرس حينما سمعنا أصوات الفتيات يصرخن والمعلمات يحاولن توجيههن وخرجنا من الفصل ورأيت الدخان في كل مكان وكان في بادئ الأمر خفيفا ومن ثم اشتد وبدأت في الجري بلا هدى حتى سمعت صوتًا يطالبنا بالذهاب لسطح المبنى وبالفعل جريت لباب السطح وهنا رأيت المعلمة صفية بابطين تشير لي على السطح وصعدت هناك فورًا وأنا لا أكاد أرى طريقي وعندما وصلت للسطح تنفست الصعداء وانتظرت هناك حتى وصل الدفاع المدني وبدأ في إصعاد السلم المتحرك عن طريق سيارة السنوركل وعند وصول رجل الدفاع المدني كان البنات يبكين ويرجونه لأخذهم في أول دفعه الا أن رجل الدفاع المدني فضل بأخذ الفتيات الأكثر إعياء وهكذا حتى نزلنا كلنا من السطح. وقال لن أعتقد أن بداية الحريق كانت في المسرح ومن ثم إنتشر الدخان في المدرسة، وعندما خرجت من الفصل لم أكن أعرف ما حصل وأشاهد سوى دخان أسود اللون ينتشر في المدرسة. اختناق وكتمة هناء عبدالله- والدة لين- أكدت أنها لم تكن تعرف ما الذي حصل في المدرسة حتى انتهى الأمر تمامًا واتصل بي والدها وأخبرني بالواقعة ومن ثم ذهبنا للمستشفى سويًا. الأربعة أعوام عمة الطالبة نرسيان سالم- 4 أعوام- تقول: طالبات الروضة خرجوا مبكرًا من المدرسة بحجة أن هناك أمطار الا أن نرسيان بقت في المدرسة في انتظار والدتها التي تعمل كمدرسة في المدرسة المتوسطة وعندما انتظرت ونشب الحريق أصيب باختناق قوي وتم نقلها للمستشفى بعد ذلك والغريب في الأمر أن والدتها إيمان البلوي كانت من المعلمات اللواتى قفزن من الدور الثاني وأصيبت بكسور وتم نقلها لمستشفى الملك فهد، وقالت عمتها: كان هناك مجموعة من المتطوعين ينتظرن أسفل النوافذ ووضعوا مراتب ليقفز عليها المحتجزون وكانت والدتها من بين هؤلاء. الدور الثاني ريناد فايز الشهري الطالبة في الصف الثالث الابتدائي قالت: عندما سمعنا صراخا بالخارج خرجت المعلمة حميدة من الباب ومن ثم دخلت مرة أخرى ومعها المعلمة فاطمة إلى الفصل وأغلقوا الباب وقالت لنا ان هناك دخانًا في أورقة المدرسة وبقينا في الفصل وعندما دخل الدخان من الأبواب كسرنا النوافذ وبدأنا نستنجد ولم نسمع أي رد، وعندما اشتد الأمر وبدأنا في الاختناق بدأنا في القفز من الدور الثاني واحدة تلو الأخرى وأخيرًا قفزت المعلمات من النافذة، وأما والدتها فاطمة فايز أكدت أن لها بنتين في المدرسة الأخت الكبيرة رجعت للمنزل سالمة ولم يصبها شيء أما ريناد فهي الأقل حظًا من أختها وبينت أنها لم تعرف ماذا جرى نهائيًا الا أن اتصالًا من والد ريناد وضح لي الأمر وأخبرني أن الفتاتين بخير. وقت متأخر والد الطالبتين «ندى 11 عامًا، وغدير 7 سنوات» عبدالرحمن الجهني: أوضح أنه لم يعرف بالحريق الا الساعة 2 ظهرًا والحريق كان وقت صلاة الظهر وعندما وصلت للمدرسة وجدت ندى في الساحة أخذتها فورًا وسألتها عن أختها وأكدت أنها لا تعرف عنها شيئًا وبدأت في البحث عنها في المدارس المجاورة والساحات الخلفية للمدرسة دون جدوى حتى المغرب وعندها وردني اتصال من سيدة لا أعرفها تفيديني بوجود ابنتي في المستشفى وعلى الفور هرعنا لهناك. وقال الجهني: زوجتي كانت في الجامعة اتصلت عليها وأخبرتها أن تأخذ «تاكسي» وتعود للمنزل الا أنها أكدت لي أن هناك شيئًا أخفيه فما كان مني الا أن أخبرتها بالحادثة وفورًا أخذت سيارة تاكسي وذهبت للمدرسة وهناك التقينا وبدأنا البحث عن غدير. غدير- مصابة أخرى- كانت تسير في الردهات وتضحك مع أختها وزميلاتهم الذين كانوا يقومون بزيارتهم فرح ومرح أمين حكوا الواقعة وما حدث في المدرسة، قالا كنا ندرس وفجأة وصلت أحد المعلمات وطلبت منا النزول إلى ساحة المدرسة وبالفعل خرجنا في صفوف من الفصل وكانت المدرسة تعج بالدخان سددنا أنوفنا ونزلنا بسرعة من الدرج وكانت المعلمة تطالبنا بالتروي حتى لا يسقط أحد منا ويتم دهسه حتى وصلنا للفناء ومن ثم خرجنا من باب المدرسة تقول ندى بعد فترة وجدت أبي، الذي سألني عن أختي وأخبرته أني لا أعرف عنها شيئًا. رسالة اطمئنان من جانبه طمأن الدكتور الخولي أهالي المصابات وقال: إنه مع الكشف المبدئي على لين تبين أنها مصابة باختناق وكتمة نتيجة جريها المتواصل بين الدخان مشيرة إلى أن حالتها فور وصولها للمستشفى كانت سيئة جدًا وهي الحالة الأسوأ بين جميع المصابات وفور وصولها كانت مصابة باختناق شديد أدخلناها على إثرها للعناية المركزة وبقيت تحت الملاحظة ل 24 ساعة وخرجت، أما حالة ريناد من الحالات البسيطة التي وصلت للمستشفى وكانت مصابة بكتمة وتم تجاوزها. قفزت من الدور الثالث وعن رزان المنومة داخل غرف العلاج قال عنها الطبيب الخولي إن رزان هي من الفتيات اللاتي قفزن من الدور الثالث للمدرسة وأصيبت بكسر في يديها وبحروق من الدرجة الأولى. .