غادر وفد سوري العاصمة القطرية الدوحة أمس دون تقديم رد على خطة قدمتها لجنة الجامعة العربية لإنهاء الاضطرابات في البلاد. وذكرت مصادر دبلوماسية في الدوحة أنه من المتوقع أن يطلع الوفد السوري حكومته على مقترح الجامعة العربية. وستبحث الجامعة في اجتماع طارئ غدا الوضع المتأزم في سورية، وفق خطة أقرتها الأحد الماضي في الدوحة لوقف العنف في داخلها والتي تتضمن سحب الآليات العسكرية من الشارع، ووقف العنف فورا، وبدء حوار بين النظام ومكونات المعارضة في القاهرة، حسبما أعلن أمين عام الجامعة نبيل العربي الذي ألغى زيارة كانت مقررة إلى بيروت أمس. ويترأس الاجتماع الوزاري العربي رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، لمناقشة تطورات الأزمة التي تشهدها سورية. وقال مدير إدارة مجلس الجامعة العربية السفير محمد الزايدي إن "الاجتماع سيستعرض نتائج اجتماعات اللجنة الوزارية التي عقدت بالدوحة، والرد السوري على الورقة العربية التي تمت صياغتها خلال الاجتماع المشترك لوزراء خارجيتها بحضور وزير الخارجية السوري وليد المعلم". وكان الوزراء العرب قرروا في الاجتماع الأول الذي عقد بالقاهرة في 16 أكتوبر الماضي، تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير خارجية قطر وعضوية وزراء خارجية كل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان ومصر والأمين العام للجامعة العربية، مهمتها الاتصال بالقيادة السورية لوقف كل أعمال العنف والاقتتال ورفع كل المظاهر العسكرية وبدء الحوار بين الحكومة السورية وأطراف المعارضة لتنفيذ الإصلاحات السياسية التي تلبي طموحات الشعب السوري. إلى ذلك، رحبت فرنسا ب"الرسالة الحازمة" التي وجهتها الجامعة العربية لنظام الأسد، وطالبت بوقف العنف وسحب الدبابات من شوارع المدن السورية. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو "نرحب بالرسالة الحازمة التي وجهتها الجامعة العربية للرئيس السوري وطالبته الإفراج عن المعتقلين وسحب الدبابات ووقف العنف والتعهد بحوار وطني". وأضاف "من الواضح أن الأسد يحاول تحوير انتباه الرأي العام الدولي. والمطلوب منه أن يوقف حملة الترهيب والتعذيب والقتل بحق شعبه". وتابع أن "هذا المنطق الدموي يهدد استقرار سورية، في حين تطالب الشعوب العربية باحترام حقوقها المشروعة". وأوضح "آن الأوان للدول الأعضاء في مجلس الأمن لتحمل مسؤولياتها حيال هذا النظام الذي يثبت من خلال قتل شعبه كل يوم بأنه فقد كل شرعية". وحول ممارسات النظام السوري، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن أربعة مدنيين وجنديا منشقا قتلوا أمس برصاص قوات الأمن في سورية. وقتل مدنيان أحدهما شاب في التاسعة والعشرين من عمره برصاص قناصة في مدينة حمص (وسط). وقتل مدني وجندي منشق في محافظة حماه (شمال) برصاص قوات الأمن وجنود كانوا يطاردونهما. كما قتل مدني رابع بالرصاص في حرستا بريف دمشق واعتقل 13 شخصا على الأقل، كما ذكر المرصد. وفي مدينة درعا جنوب البلاد أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي على تظاهرة بجامعة المدينة تدعو للحرية. وقد اعتقل بعض الطلاب، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ولجان التنسيق المحلية في سورية.