دمشق، نيقوسيا، لندن - «الحياة»، ا ف ب - في الوقت الذي كان من المفترض ان تعطي دمشق امس ردها على الخطة العربية لتسوية الازمة السورية، لم يرد من الدوحة ما يشير الى ان الوفد السوري الذي التقى امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بدل اعضاء اللجنة قدم الرد على ورقة الجامعة. ووجهت الأمانة العامة للجامعة الدعوة إلى الدول الأعضاء لعقد الاجتماع غير العادي المقرر يوم غد الأربعاء لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية لمتابعة الوضع في سورية. وينتظر أن تعرض اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة الوضع في سورية برئاسة دولة قطر على مجلس الجامعة تقريراً حول نتائج مهمتها في دمشق واجتماعها في الدوحة خلال اليومين الماضيين. وكان الجانب السوري والرئاسة القطرية للجنة الوزارية تحفظا عن الاعلان عن نتائج لقاءات الدوحة، رغم اعلان اللجنة سابقاً انها كانت تنتظر الرد السوري على مقترحاتها امس. وافادت معلومات في العاصمة القطرية ان الوفد السوري غادر، بعد اعضاء اللجنة العربية، من دون تقديم الرد. وكشف الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان الخطة العربية التي تنتظر ردا رسميا من دمشق، تتضمن سحب الآليات العسكرية من الشارع ووقف العنف فورا وبدء حوار في القاهرة بين النظام ومكونات المعارضة، «وذلك بهدف اعطاء صدقية وكرسالة تطمين للشارع السوري». وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان لقاء الوفد السوري مع اللجنة العربية مساء اول امس (الاحد) «ساده حوار صريح مع بقاء بعض النقاط قيد الدرس وتوجه مشترك لبعضها الآخر». وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم انتقل امس مع الوفد المرافق، وفي خطوة غير متوقعة، من الفندق الذي شهد الاجتماع مع اللجنة العربية الى الديوان الأميري، قبيل مغادرته الى دمشق ظهرا، والتقى الشيخ حمد بن خليفة، في حضور الشيخ حمد بن جاسم ونائب رئيس الوزراء رئيس الديوان الأميري عبد الله العطية وجرى البحث في تطورات الملف السوري. وعقد هذا الاجتماع بعدما بقي الوفد السوري في قطر يوما اضافيا بناء على طلبه ليتم تقديم الرد المفترض على «ورقة « الجامعة العربية. ويؤشر تمديد وجود المعلم في الدوحة ثم انتقاله من الفندق الذي عقد فيه اجتماع لجنة الجامعة للقاء المسؤولين القطريين الى أن المسؤولين السورييين يسعون حسب مصادر عربية الى ايجاد «مخرج» للأزمة التي اشتدت وباتت تضعهم أمام خيارين، وهما إما الموافقة على الورقة العربية لحل الأزمة أو انتظار موقف عربي متشدد في الاجتماع الذي سيعقده مجلس الجامعة العربية يوم غد الأربعاء. وينتظر أن يقدم رئيس لجنة الجامعة تقريرا الى الوزراء العرب عن «خلاصة المشوار التفاوضي» مع الحكومة السورية. وبدا واضحا من تأكيدات وفود مشاركة في اجتماع الدوحة تحدثت الى «الحياة» أن مركز الثقل في شأن حل الأزمة السورية سيكون في القاهرة غدا بعدما غادرت الدوحة أمس الوفود المشاركة. وعلى الصعيد الامني استمرت الاشتباكات امس في مختلف المدن السورية، في وقت باتت العناصر المنشقة عن الجيش تشارك في التظاهرات ويسقط منها قتلى خلال تبادل اطلاق النار مع القوات الامنية. فقد ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان مدنيين قتلا احدهما شاب في التاسعة والعشرين من عمره برصاص قناصة في مدينة حمص. وقتل مدني وجندي منشق في محافظة حماه برصاص قوات الامن وجنود كانوا يطاردونهما. كما قتل مدني رابع بالرصاص في حرستا بريف دمشق فيما كانت قوات الامن تقوم بعمليات دهم في هذه المدينة، فاعتقلت ثلاثة عشر شخصا على الاقل.