دمشق، نيقوسيا -»الحياة»، أ ف ب ، رويترز - أعلنت الجامعة العربية ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا طارئا السبت للبحث في عدم التزام سورية لتنفيذ المبادرة العربية لإنهاء اعمال العنف، تمهيدا لعقد حوار وطني لحل الأزمة السياسية في البلاد. وجاء اعلان الجامعة بعد مقتل ما لا يقل عن 24 شخصا أمس وليل أول من أمس، غالبيتهم في حمص على يدي قوات الأمن السورية. وبعد مشاورات واتصالات أجراها الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي تقرر عقد اجتماع للجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية، برئاسة قطر وعضوية خمس دول عربية في مقر الجامعة في القاهرة السبت. وقال بيان للجامعة إنه تمت الدعوة للاجتماع «في ضوء استمرار أعمال العنف وعدم قيام الحكومة السورية بتنفيذ التزاماتها التي وافقت عليها في خطة العمل العربية لحل الازمة في سورية». وأضاف بيان الجامعة ان اللجنة الوزارية، التي تفاوضت على الاتفاق الذي وافقت عليه سورية الاربعاء الماضي، ستعقد اجتماعا تحضيريا يوم الجمعة. وكانت سورية أبلغت وزراء الخارجية العرب الأسبوع الماضي بالموافقة على خطة العمل العربية. وتتضمن الخطة وقف كل أشكال العنف وسحب الآليات العسكرية من المدن، إلا ان هذا لم يحدث، كما لم يتوقف سقوط المدنيين. وصرح عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري جبر الشوفي ل»الحياة» بأن العربي كان أكد لوفد المجلس الذي التقاه مرتين بعيد الاجتماع الوزاري بأن الوزراء سيعودون لاجتماعهم الذي أبقوه في حال انعقاد دائم إذا لم تلتزم الحكومة السورية بتعهداتها. ودعا الشوفي الجامعة إلى الضغط على النظام لحماية المدنيين واتخاذ عقوبات حقيقية، وعلى رأسها تعليق عضويته في الجامعة ومتابعة ذلك بخطوات أكثر حزماً. في موازة ذلك، قال الرئيس بشار الاسد، خلال لقائه وجهاء ورؤساء عشائر في محافظة الرقة بعد أدائه صلاة العيد في احد مساجدها، إن «وقوف الشعب السوري ضد الفتنة والإرهاب والتدخل الخارجي... هو أساس صمود سورية في وجه ما يحاك ضدها من مؤامرات»، لافتاً الى أن سورية «قوية بشعبها وخياراتها الوطنية وقرارها الحر ومصرة على العمل على استعادة حقوقها الوطنية كاملة، مضيفاً أنه لا يوجد خيار أمامنا سوى أن ننتصر في أي معركة تستهدف سيادتنا وقرارنا الوطني». في موازاة ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن السورية قتلت 11 مدنيا على الاقل أمس في أول أيام عيد الاضحى. ووقعت غالبية الضحايا في حي بابا عمرو في حمص، حيث الاشتباكات مستمرة منذ أيام. وبهذا يرتفع عدد القتلى إلى 60 على الاقل منذ موافقة دمشق على مبادرة الجامعة لانهاء الازمة في الثاني من الشهر الجاري. كما أعلن المرصد أمس مقتل مدنيين اثنين برصاص قوات الأمن في مدينتي حماه وإدلب، شمال البلاد. وقالت التنسيقيات المحلية التي تتابع التظاهرات إن الجيش وقوات الأمن تدخلت أيضاً في زملكا وعربين في ريف دمشق. من جهة أخرى، أكد المرصد واتحاد التنسيقيات أنه «على رغم التواجد الأمني الكثيف خرجت تظاهرة في الأحياء الجنوبية لمدينة بانياس تطالب بإسقاط النظام». وفي محافظة حماه خرجت تظاهرات حاشدة بعد صلاة عيد الأضحى تطالب ايضا بإسقاط النظام في مدينة حماه وطيبة الإمام وحلفايا واللطامنة والحماميات وكرناز وكفرنبودة وخطاب وصوران وكفرزيتا. أما في دمشق فخرجت تظاهرة حاشدة بعد صلاة العيد من جامع الدقر في حي كفر سوسة ولم تتمكن قوات الشرطة من قمعها قبل وصول التعزيزات الأمنية التي باشرت على الفور بإطلاق القنابل المسيلة للدموع وإطلاق الرصاص في الهواء واستخدام الهراوات. وقال المرصد إن ذلك «أدى إلى إصابة خمسة متظاهرين بجروح واعتقال أكثر من 30 متظاهراً»، مشيراً إلى أن «أجهزة الآمن شنت على الأثر حملة اعتقالات واسعة أسفرت عن اعتقال 43 شخصاً من الحي». إلى ذلك، أكد المرصد أن «معتقلي الرأي والتظاهر السلمي في السجون والمعتقلات السورية دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجاً على عدم تنفيذ الوعود الكاذبة من السلطات السورية بالإفراج عنهم».