أكد ناشطون أن المعارضين للنظام في سورية تعهدوا بمواصلة "ثورتهم" عبر تنظيم تظاهرات في جميع أنحاء البلاد بينما يستمر الجيش في محاصرة عدة مراكز للحركة الاحتجاجية، فيما أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن قوات الجيش التي دخلت مدينة درعا ستنهي مهمتها قريبا جدا. في غضون ذلك اعتبرت فرنسا أنه "سيتم إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد اذا استمر قمع التظاهرات". وقالت لجان تنسيق التظاهرات في عدة مدن سورية في بيان "مستمرون في ثورتنا وفي مظاهراتنا السلمية في كافة أرجاء سورية حتى تحقيق مطالبنا بالحرية". والمدن هي درعا (جنوب) وبانياس (شمال غرب) المحاصرتان والمدينة الصناعية في حمص ثالث المدن السورية في وسط البلاد. ودان الناشطون "قمع النظام منذ أسابيع والاعتقالات الواسعة في صفوف المعارضين". وقالوا إن "السلطة عمدت خلال الأيام الأخيرة إلى تكثيف عمليات الاعتقال بشكل فاق كل حد، بحيث أصبح متوسط عدد الاعتقالات يوميا لا يقل عن 500 شخص". وأشاروا إلى "حملات مداهمة مكثفة تستهدف كل يوم مناطق بعينها، بالإضافة إلى الاعتقالات المتفرقة المستمرة". وتابعوا أن "السلطة تستخدم أبشع الأساليب في عمليات الاعتقال التعسفي تلك، حيث يقوم عشرات العناصر الأمنية المسلحة باقتحام المنازل والتعرض لأهلها بالإهانة والترهيب". وجرت تظاهرة في حلب بعدما كانت واحدة من المناطق التي لم تشهد احتجاجات من قبل. وقال ناشطون إن مئات الأشخاص شاركوا في التظاهرة التي فرقتها قوات الأمن. وكان الرئيس السوري قد أعلن أن "وحدات الجيش السوري التي دخلت درعا ستنهي مهمتها قريبا جدا"، مضيفا أمام وفد يمثل الفعاليات الأهلية في مدن محافظة دير الزور أن " كل بلد في العالم من الممكن أن يتعرض للأحداث التي تعرضت لها درعا". من جانبه جدد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس، إعلانه أن فرنسا تريد أن يتخذ الاتحاد الأوروبي عقوبات بحق الرئيس السوري. وقال "نحن مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي بصدد إعداد عقوبات تستهدف عددا من الشخصيات، ونريد نحن الفرنسيين أن يدرج الأسد على هذه اللائحة". وأضاف جوبيه أن من حول الأسد "نظام برمته لكنه هو المسؤول اليوم ويجب أن يكف عن قمع شعبه وأن يتوقف فورا عن استعمال العنف وإلا فإن العملية التي ستؤدي إلى الإطاحة به سيكون لا مفر منها". وقد اعتبر الوزير أن النظام السوري "سيسقط" إذا استمر في قمع التظاهرات بعنف. وأضاف جوبيه "نظرا للسياسة والموقف الذي اتخذه النظام السوري فإن مآله الإقصاء، لأن كل من يطلق نيران المدافع على الشعب ليس له مستقبل سياسي".