لسنوات عديدة، تحمل العاملون في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، وأعضاء عائلاتهم في إيران، تهديدات على سلامتهم وحريتهم. وحول هذه التهديدات نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية تقريرا جاء فيه أن هيئة الإذاعة البريطانية اتخذت الأسبوع الماضي إجراءات غير عادية وغير مسبوقة، حيث قدمت شكوى إلى لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة نيابة عن 152 موظفا من موظفيها بقسم الإذاعة الفارسية ضد حكومة إيران، أملا في إيقاف حملتها المنظمة لإسكات الصحفيين. الخدمة الفارسية ذكرت الصحيفة أن المشكلة ليست جديدة، ولذا فإن هيئة الإذاعة البريطانية قررت أن عليها أن تتصرف علانية في نوفمبر الماضي، بعد أن استولت السلطة القضائية الإيرانية في أغسطس على أصول موظفي الخدمة الفارسية، وحجبت المعاملات المالية بينهم وبين أفراد أسرهم في إيران. وقال المدير العام ل(بي بي سي) توني هول، في بيان عقب تقديم الالتماس: «إن الإذاعة اختارت أن توجه نداء إلى الأممالمتحدة، لأن محاولاتنا الخاصة لإقناع السلطات الإيرانية بإنهاء مضايقتها للصحفيين قد تم تجاهلها بالكامل. في الواقع، لقد ازدادت العقوبة الجماعية سوءا ضد صحفيي ال«بي بي سي» الفارسيين وعائلاتهم. وأضافت الصحيفة أن هناك تهديدات رسمية وغير رسمية يتعرض لها الصحفيون المحليون العاملون في إيران، حيث إن إغلاق الصحف، والسجن مددا طويلة للمراسلين الذين ينشرون وجهات نظر منتقدة للنظام. الضغط المباشر بالنسبة للصحفيين الأجانب العاملين داخل إيران، فإن الوضع ممارسة الضغط المباشر عليهم وتخويفهم وتهديدهم بالعنف الجسدي أمر شائع. واجه بعضهم رسوما غير قانونية مصممة لإخافتهم، وتم ترحيل الآخرين، وقضى عدد غير قليل منهم فترات طويلة في السجن. ما هو جديد في الخطوة الأخيرة ضد صحفيي ال«بي بي سي» من قبل القضاء الإيراني، هو أن إيران تحاول الآن ترهيب الصحفيين الذين يعيشون ويعملون في أي بلد أجنبي، مما يُعد محاولة جريئة غير مشروعة من إيران لإعاقة حرية التعبير. وتشير الصحيفة إلى عدم سماح إيران لعشرات من موظفي هيئة الإذاعة البريطانية الفارسية بالسفر إلى إيران لحضور جنازات آبائهم أو أمهاتهم، بعد تجميد حساباتهم المصرفية. رقابة قاسية تواجه وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية رقابة قاسية على تغطيتها للقضايا الداخلية، بينما تميل تقاريرها حول القضايا العالمية إلى اتباع إملاءات النظام. علما بأن تمويل العديد من المنافذ الإعلامية في الخارج يتم من قِبل مؤيدي تغيير النظام. تحرك ال«بي بي سي» لم يسبق له مثيل، وتأخر كثيراً. وبصرف النظر عن الدفع ضد سوء معاملة موظفيها، فإن ال(بي بي سي) تلقي الضوء اللازم على الكيفية التي تمكن بها نظام طهران من التأثير في التغطية الإعلامية العالمية لنفسه. وتشير صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن توني هول قال في بيانه: هذا التصرف لا يتعلق فقط بال«بي بي سي»، لسنا المنظمة الإعلامية الوحيدة التي تعرَّضت للمضايقة والتهديد من إيران. في الحقيقة هذه القصة أكبر من ذلك بكثير: «إنها قصة انتهاك حقوق الإنسان الأساسية. إننا نطلب الآن من مجتمع الأممالمتحدة دعم هيئة الإذاعة البريطانية، وبالتالي دعم حق حرية التعبير».