وسط ترحيب عربي بقرار حكومة إقليم كردستان العراق قبول الحوار مع الحكومة العراقية، تحت مظلة الدستور العراقي، لإنهاء الأزمة التي نجمت عن إجراء الإقليم لاستفتاء الاستقلال قبل أسابيع، قالت تقارير إن الخطوة الكردية جاءت نتيجة التحرك المزدوج الذي شهدته العاصمة بغداد من طرف الولاياتالمتحدة، لقطع الطريق على إيران التي سعت إلى تصعيد الأزمة بين بغداد وأربيل، لتكريس وجودها في العراق، وكذلك تقليص دور قوات الحشد الشعبي الذي بدأ يواجه تصعيدا لافتا من المسؤولين الأميركيين. وأوضح دبلوماسيون أميركيون في بغداد في تصريحات إلى «الوطن» إن حكومة الرئيس دونالد ترمب على قناعة بأن إيران تريد الاستفادة من أزمة بغداد وأربيل إلى أقصى الحدود من أجل ترتيبات محددة تقوي نفوذها في العراق، ولهذا السبب كان هناك إصرار من البيت الأبيض على حل الأزمة وليس تهدئتها فحسب، لمنع الإيرانيين من استثمار مشاكل العراق الداخلية لمصلحتهم. تصعيد عسكري تميل كل التكهنات في بغداد إلى أن ملف الموقف الأميركي من قوات الحشد الشعبي العراقية المدعومة من إيران سيشهد تصعيدا، ربما يكون جزء منه تصعيدا عسكريا في مرحلة ما بعد هزيمة تنظيم داعش في آخر معاقله في غرب العراق على الحدود مع سورية. وقال قيادي بارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه بارازاني ل«الوطن» إن الأميركيين عندما يتحدثون عن إضعاف النفوذ الإيراني في العراق يقصدون بشكل واضح فصائل الحشد التي تنقسم بين فصائل داخل العملية السياسية العراقية، ويتميز الموقف الأميركي منها بالمرونة وبين فصائل لا تنتمي إلى هذه العملية وتربطها صلات عقائدية مباشرة مع نظام ولاية الفقيه في طهران، وهي من تحظى بمعارضة أميركية قوية. قيادات الحشد وملف الإرهاب كشف القيادي الكردي العراقي أن واشنطن بصدد إعلان قائمة بأسماء قيادات في الحشد الشعبي، بينها نائب قوات الحشد أبو مهدي المهندس على قائمة المطلوبين بملف الإرهاب، وهو شخص قام بأعمال إرهابية في السابق في دولة الكويت، كما أن هناك معلومات بأنه يشرف على بعض الخلايا الإرهابية في مملكة البحرين واليمن، مشددا على أن واشنطن تجري تقييما جديا وتفصيليا لما جرى في كركوك والمناطق المتنازع عليها مؤخرا، حيث لعبت طهران دورا رئيسيا في تحريض الحكومة العراقية على استخدام العمل العسكري، كما أن المواجهات المتقطعة ضد قوات البيشمركة الكردية في محيط مدينة الموصل، شمال العراق والتي تقودها فصائل الحشد وليس قوات الجيش العراقي هو أمر في غاية الخطورة ويثير قلق الأميركيين، لأن إيران استغلت أزمة كردستان للتموضع في منطقة لم تكن موجودة فيها في الفترة السابقة. التقارب العراقي السعودي نفت مصادر داخل لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي وجود أي رسائل حملها العبادي من الرياض إلى طهران كما يروج له في وسائل إعلام إيرانية. وقالت هذه المصادر ل«الوطن» إن الموقف السعودي المبدئي من التقارب مع بغداد يؤمن بأن العراق جزء من العالم العربي ومن أمنه القومي ومصالحه، وهذه أهم قضية تعمل عليها القيادة السعودية، كما أن الرياض تعارض فكرة أن العراق هو جزء من إيران ومصالحها، كما يحاول النظام الإيراني أن يشيع، مضيفة «تريد السعودية من العراق أن يتصرف كدولة كبيرة إقليميا ولها تأثير مهم في المنطقة، وبالتالي مرحلة ما بعد الانتصارات العسكرية التي أنجزتها الحكومة العراقية على تنظيم داعش يجب أن تصب في تمكين العراقيين من لعب هذا الدور والتأثير، لأن العراق وفق القناعة السعودية ليس دولة صغيرة أو تابعة».
تطورات عراقية محاولات إيرانية لاستغلال أزمة كردستان الدفع بالحشد الشعبي لتكريس نفوذ إيرانبالعراق البيت الأبيض يصر على حل الأزمة واشنطن تستعد لضم قيادات بالحشد لملف الإرهاب ترحيب عربي بقبول أربيل الحوار مع بغداد