دخلت الأزمة السياسية بين حكومة بغداد برئاسة حيدر العبادي، وحكومة إقليم كردستان برئاسة مسعود بارازاني، مرحلة خطيرة من التصعيد في محافظة كركوك، وذلك في ضوء المعلومات عن إرسال قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران تعزيزات كبيرة إلى هذه المحافظة. وبحسب المعلومات، أرسلت ميليشيا الحشد الشعبي 5 ألوية عسكرية إلى ناحية الرشاد جنوبي مدينة كركوك، إلى جانب ثلاثة ألوية أخرى إلى منطقة طوزخرماتو، على الطريق إلى كركوك من الجهة الجنوبية. دور تخريبي اتهم مسؤول بارز في قوات البيشمركة الكردية، النظام الإيراني بالسعي إلى إشعال حرب في كركوك، وأن جميع التهديدات الميدانية مصدرها ميليشيات الحشد الشعبي التي تحركها طهران. وأوضح المصدر خلال تصريح إلى «الوطن»، أن هدف الإيرانيين هو سيطرة الحشد الشعبي على حقول النفط في كركوك ضمن خطة لتصدير هذا النفط عبر الأراضي الإيراني في مرحلة لاحقة من خلال مد أنبوب يمتد من كركوك، ويمر بمحافظة ديالى المجاورة باتجاه الحدود مع إيران. وأكد المصدر أن التحالف الدولي يرفض أي نفوذ إيراني في كركوك الغنية بالنفط، وأن أنقرة لن يكون في مصلحتها وقوع منابع نفط كركوك بيد قوات الحشد الشعبي الموالي لإيران. رفض الفكرة العسكرية من جانبه، كشف مصدر مقرب من نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي ل«الوطن»، أن التصعيد المفتعل في كركوك من قبل الحشد الشعبي ومن خلفه إيران غايته إفشال كل المساعي الراهنة للبحث عن حل سياسي للأزمة، مبينا أن العبادي صارح المسؤولين العراقيين بوجود ضغوط قوية تمارس عليه من قبل أطراف في التحالف الوطني الحاكم في بغداد، من أجل شن عمل عسكري في كركوك، مشددا على أن العبادي يرفض أي مواجهة عسكرية بين بغدادوكركوك. إعلان الاستقلال في غضون ذلك، تناقلت مصادر مطلعة داخل أربيل، بأن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، نقل رسالة من بارازاني إلى العبادي مفادها أنه سيعلن قيام الدولة الكردية المستقلة وتنفيذ نتيجة استفتاء تقرير المصير إذا بدأت بغداد عملية عسكرية في كركوك أو غيرها، مشددة على أن الأوساط الكردية الحاكمة أبلغت التحالف الدولي أيضا بهذه الفكرة. وكانت بعض التسريبات الصادرة عن وزارة الخارجية العراقية قد كشفت عن وجود اتصالات مكثفة بين الدول الثلاث، العراق وتركيا وإيران، لعقد اجتماع في بغداد على الأرجح، لبحث تداعيات الأزمة مع إقليم كردستان في شمال العراق.