واصلت القوات العراقية وفصائل من ميليشيات الحشد الشعبي الانتشار أول من أمس، في المناطق المحررة في بلدة الحويجة جنوب غربي كركوك، وأصبحت على مقربة من قوات البيشمركة الكردية، مما ينذر باندلاع مواجهات مسلحة بين الطرفين. وقال العقيد في حرس إقليم كردستان سردار برواري في تصريح ل«الوطن»: «إن القيادة الأمنية في الإقليم أصدرت الأوامر بضبط النفس والابتعاد عن أي احتكاك يمكن أن يتطور إلى مواجهة مسلحة، نافيا في الوقت نفسه إغلاق الطريقين الرابطين بين مدينة الموصل ومحافظتي أربيل ودهوك». وكانت قيادة العمليات المشتركة قد أكدت استمرار التنسيق والجهود المشتركة مع قوات البيشمركة في محاربة تنظيم داعش في محافظتي كركوك ونينوى، حيث صرح المتحدث باسم العمليات العميد يحيى رسول، بأن قوات البيشمركة، لا زالت تتواجد مع القوات في قضاء تلعفر غربي مدينة الموصل، لافتا إلى أن التنسيق مستمر بين الجانبين في محاربة التنظيم المتشدد. تحريك طهران الميليشيات عقب تأكيدات السفير الأميركي الأسبق في بغداد زلماي خليل، بأن قائد فيلق القدسالإيراني، قاسم سليماني، يتحرك في العراق من أجل دفع ميليشيات الحشد الشعبي للهجوم على محافظة كركوك والتصادم مع قوات البيشمركة، اتهم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني رئيس الحكومة المركزية حيدر العبادي بالرضوخ لضغوط الميليشيات المرتبطة بإيران، عبر إصدار المزيد من العقوبات ضد الشعب الكردي. وأوضح القيادي في الحزب رزكار زنكنة ل«الوطن»، أن الإقليم أعلن ترحيبه بمبادرة نائبي رئيس الجمهورية إياد علاوي وأسامة النجيفي، وخوض مفاوضات مع بغداد، إلا أن الحكومة المركزية ما زالت تصر على التصعيد، موضحا أن العبادي يخضع لضغوط زعماء ميليشيات أعلنوا استعدادهم لخوض مواجهة مسلحة للدخول إلى المناطق المتنازع عليها في محافظة كركوك، واستخدام الخيار العسكري ضد الإقليم وشعبه، لافتا إلى أن مسؤولية العبادي تتطلب اتخاذ موقف ضد أصحاب تلك التصريحات، وهي شخصيات معروفة بارتباطها المباشر مع إيران. انعكاسات سلبية كشفت مصادر كردية مطلعة أن الاندفاع التركي الإيراني نحو اختيارالحل العسكري ضد أزمة إقليم كردستان، انعكس سلبا على موقف العبادي وصرامة حكومته إزاء عملية الاستفتاء، مشيرة إلى رغبة المسؤولين الاكراد في حل الأزمة بشكل سلمي والجلوس إلى طاولة المفاوضات. من جانبهم، أشار محللون إلى أن رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، يسعى لحل الأزمة بدعوة الزعماء السياسيين لعقد اجتماع، يعتمد مبادرة نائبيه علاوي والنجيفي لتحقيق تفاهمات تمهد لمفاوضات مباشرة بين المسؤولين في بغداد وأربيل. وكان معصوم قد أكد خلال لقائه السفير الأميركي لدى بغداد، دوغلاس سيليمان، سعيه المتواصل للتهدئة والركون إلى الحوار لحل الأزمة، إلى جانب تدخل واشنطن لحث الأطراف المتنازعة على إجراء مفاوضات مباشرة.